صالح عباس، سوري الأصل، يعمل كمدير تجاري في شركة "سوفوكريم" الروسية، دكتور في الهندسة الغذائية، درس وتخرج في روسيا عام 1996، عاد بعدها إلى سوريا، وعمل في المؤسسة العامة للصناعات الغذائية، وفي عام 2013 عاد إلى روسيا بسبب الظروف التي حدثت في سوريا، وحاليا مستقر في روسيا.
في لقاء مع "سبوتنيك" تحدث الدكتور صالح عن الشركة التي يعمل بها، فقال: سوفوكريم هي شركة روسية تأسست عام 1989، مع شركة إيطالية مشهورة بتجهيزات ومعدات المطاحن، والشركة تقوم بتجهيز المطاحن من الصفر وحتى النهاية، بالإضافة إلى تصنيع الصوامع ومعداتها من نقل وتنظيف الحبوب، كما نقوم بتجهيز معامل الأعلاف أيضا.
وعن عمله في الشركة تكلم عباس: أنا كمدير تجاري في الشركة مهمتي إيجاد أسواق للمنتجات والسلع الموجودة التي تقوم بإنتاجها الشركة، وإيجاد عقود محلية أو خارج روسيا، وقد نجحنا بالخروج إلى السوق العالمية، حيث أننا نجري مفاوضات في مصر والسودان والعراق، ونحن نعمل في سوريا منذ عام 2013، حيث نقوم ببناء مطحنة في مدينة تلكلخ، بطاقة إنتاجية 600 طن من القمح في اليوم لإنتاج الدقيق.
ويتابع: في السودان وصلنا إلى مرحلة التعاقد، لكن الظروف السياسية التي تجري حاليا هناك تجمدت الأمور، حيث سنقوم بإعادة تأهيل صومعتين للحبوب بالإضافة إلى بناء معملين للأعلاف، وتوجهاتنا تتركز بشكل عام نحو الشرق الأوسط وآسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق، حيث لدينا هناك بعض المشاريع.
ويرى عباس أن الصناعة الروسية تسير في منحى تصاعدي، وأن النظرة السابقة عن الاتحاد السوفييتي أثرت في المنافسة الروسية على المستوى العالمي، ويتابع: كان هناك تخوف من الصناعة السوفيتية قديما، بسبب الضعف التكنولوجي نسبيا، على الرغم من متناتها، لكن الشركات الروسية ومنها شركتنا، أصبحت الآن على أعلى المستويات التقنية، ونراعي جميع المعايير العالمية من ناحية التصاميم والتقنيات والمواد الأولية.
وعن الدخول إلى السوق العربية، يرى المهندس السوري: هناك أفق كبير للتعاون مع الدول العربية، من خلال المعارض والندوات التي تقام بشكل دوري، وهناك بعض الشركات الروسية في اختصاصات معينة وجدت طريقها للسوق الخليجية وجنوب شرق آسيا، وللشركات الروسية هناك مستقبل كونها تعمل وفق التكنولوجية والمعايير العالمية، وهي الآن ومنها شركتنا لا تختلف عن الصناعات الأوروبية بأي شيء.
أما عن العقوبات المفروضة فيعتقد عباس بأنها أثرت كثيرا على عمل الشركات الروسية، ويضيف: عانينا من العقوبات بصراحة وخصوصا فيما يخص سوريا، حيث يوجد قيود على الشركات والبنوك الروسية، بسبب انتشارها السريع، وهذه العقوبات شكلها الغرب لمنع هذا الانتشار، وأخذها مجال كبير في السوق العالمية.
ويتابع عباس: هناك الكثير من الشركات تعاني فيما يخص النقل، فعندما رغبنا بنقل منتجاتنا إلى سوريا لم نستطع إيجاد أي شركة لنقلها إلى هناك، وبعد أخذنا موافقات عالمية وتعهدات وافقت إحدى الشركات على نقل هذه البضائع، والتي حصلت على موافقة الاتحاد الأوروبي حتى نقلنا هذه المنتجات.
ويختم المهندس السوري: كما أن أغلب البنوك رفضت التعامل مع سوريا، بالإضافة إلى الضغوط من جهة أوروبا والولايات المتحدة، لرفض العمل معنا كشركة روسية، وهذه العوائق تؤثر على مدى وسرعة التنفيذ، كما تلعب دورا كبيرا في تأخر المشاريع وتوسيع الأسواق والسعر الإجمالي، حيث يضيف مبلغ أكبر على التكاليف، ما يجعل المنافسة أصعب مع الشركات العالمية.