وأضاف المستشار الاقتصادي، لاحظنا خلال الفترة الأخيرة تراجع بعض المنتقدين والمتشائمين عن آرائهم، وهؤلاء المنتقدون لن يتوقفوا عن اتجاههم هذا، فهم من سيُبقي متابعة الحكومة لكل صغيرة وكبيرة قائمة، وهم من سيُبقي كامل ملف الرؤية يسير على أطراف قدميه تحسبا للأخطاء المحتمل الوقوع فيها أثناء المسيرة الطويلة.
وتابع الصبان، رؤية 2030 تتسم بالمرونة حتى أن بعض برامجها تخضع للتعديل أثناء التطبيق تجنبا للعقبات الاقتصادية أو الاجتماعية التي قد تواجهها وهذا حال الكثير من التجارب العالمية التي مرت وتمر بها الدول.
وفي رده على منتقدي تلك الرؤية قال الصبان، هل بقاء اقتصادنا اقتصادا رِيعِيا هو الحل، أم الحل أن نتحول إلى مجتمع منتج، وأن السرعة في عملية التطبيق وعدم التدرج جاء نتيجة عدم وجود الوقت الكافي للتدرج وحتى لا يهدأ الحماس المطلوب للتنفيذ مع طول المدة وبطء التنفيذ، وتذهب الجهود بلا جدوى فقد حاولنا التدرج مرارا ولم ننجح.
وأشار الخبير الاقتصادي والنفطي، إلى أن الظروف الراهنة وبدء تخلي العالم عن النفط تدريجيا، لا يتيح مساحة الوقت التي تسمح بالتدرج؛ فقطار الدول الأخرى المنتجة قد فاتنا، ولا نعلم إنْ كنا سنلحقُ به أمْ لا، اعتمادنا شِبْهُ المطلق على إيراداتنا من تصدير النفط الخام، لابُد أن ينتهي، وذلك هو خلاصة هدف رؤية (2030)، إذْ سنبلغ ـ بنهاية عام (2030) مرحلة تنويع الاقتصاد السعودي.
وأوضح الصبان أن ولي العهد في إطار حديثه عن الرؤية ذكر العديد من التغييرات التي حدثت وتم تطبيقها، بدءًا من استحداث لمدن صناعية تستوعب تطوير مختلف القطاعات الاقتصادية بعيدا عن المدن التقليدية الآهلة بالسكان، وصولا إلى تطوير مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، مع الحفاظ على دور المملكة في ضمان الإمدادات النفطية العالمية، مصحوبا بالتأكيد على أن الهدف ليس الاستغناء عن النفط، بل زيادة قيمته المضافة، والتقليل ما أمكن من تصديره على هيئة خام كما هو الحاصل حاليا.