فوفقا لشبكة "بي بي سي" البريطانية إن الرسومات التي تنتشر على الجدران المحيطة بالمقر العسكري في العاصمة السودانية الخرطوم تمثل أحد روافد تغذية الثورة، حيث واصل الآلاف اعتصاماتهم للمطالبة بتسليم السلطة المدنيين.
آلاء ساتر فنانة غرافيتي
أكدت آلاء ساتر وهي فنانة غرافيتي سودانية في مقابلة لها مع مجلة "فوغ" أنه تم تدمير جميع أعمالها الفنية مع بدء الاحتجاجات في السودان، وقامت فصائل "الجنجويد" الموالية للحكومة بإزالتها لمحي جميع آثار الثورة.
وقالت ساتر: "عيد الفطر في السودان من أهم الأعياد إلا أننا لم نشعر بقدومه هذا العام، الناس، كنا جالسين في بيوتنا نتابع الأخبار ونشاهد مقاطع الفيديو بألم."
وتابعت بقولها: " في 3 حزيران/ يونيو، استيقظت على رسالة وصلتني من أحد الأصدقاء يسألني فيها عما إذا كان كنت بخير. وعندما خرجت من المنزل سمعت أصوات أعيرة نارية، والشوارع كانت مقطوعة بالحواجز."
وأضافت ساتر: "بدأت مرحلة جديدة في بلدنا. نحن الآن لا نتعامل فقط مع النظام، ولكن مع وحوش حقيقية أقصد بها فصائل "الجنجويد" الموالية للحكومة، التي ظهرت منذ بدء الصراع في دارفور، هم ينتهكون جميع أنواع حقوق الإنسان".
واختتمت بقولها: "نار الثورة المشتعلة في كل واحد منا، لن تنظفئ، على الرغم من كل الأهوال، فإن هذه الأحداث جعلتنا أكثر حزماً ".
أصيل دياب أول فنانة غرافيتي في السودان
على كل شارع تمر به، في العاصمة الخرطوم، تضع فنانة الغرافيتي أصيل دياب بصمة خاصة وتخلف وراءها أثراً مختلفا عبر الجداريات التي ترسمها ، ومنذ فترة ليست بالطويلة ، لونت جداريات أصيل ، المرسوم عليها بعض الشخصيات السودانية المعروفة أماكناً مختلفة في الخرطوم.
وقالت دياب، في إحدى مقابلاتها: "أنا أفعل ذلك ليتذكر الناس. ليس هذا عمل فني معلق بمنزل ما، بل يمكن لكل من يمر في الشارع أن يراه، وبالتالي سيتحدثون عنه ويتذكرون".
وتقوم دياب بالتنقل بين منازل قتلى المظاهرات، تقابل عائلاتهم وترسم وجوههم على الحوائط.
تقول دياب: "عندما رأيت ما يحدث، عرفت فوراً أني يجب أن أنخرط بشكل ما، لذلك قمت بأكثر ما أتقنه، الغرافيتي".
وأكدت دياب أنها تحتفظ على تلفونها المحمول بأسماء كل الأشخاص الذين قتلوا خلال المظاهرات في السودان، وصورة لوجه كل منهم مشيرة إلى أن فريقها يساعدها في مهمتها."
وبدأت الانتفاضة من مدينة عطبرة الشمالية في منتصف ديسمبر/ كانون الأول وانتشرت بسرعة في أنحاء السودان.