وأوضح فهمي أن الطرف الرئيسي والمركزي وهو الفلسطيني أبدى عليها بعض التحفظات، ورفض كل ما طرحه مستشار الرئيس الأمريكي، مستبعدًا تمكن كوشنر من تحقيق مقاربة سياسية خلال هذا المؤتمر الاقتصادي، فضلًأ عن أن القائمة التحفيزية التي ستطرح خلال المؤتمر لكل من مصر والأردن ولبنان سيكون عليها أيضًا تحفظات —وفق قوله.
ووصف فهمي المشروع الأمريكي تجاه فلسطين بالمزعج، حيث لم يتوقف فقط عن التفاصيل التي ذكرت في وسائل الإعلام، بينما يتضمن إعادة هيكلة لاقتصاديات الشرق الأوسط بأكمله، ووجود اسرائيل كطرف رئيسي.
وحول موقف مصر من وجود سيناء ضمن الشق الاقتصادي لما يعرف بـ"صفقة القرن"، بين أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتور طارق فهمي، أن هناك مشروعات تحدث عنها كوشنر، ولكنها سبق وأن طرحت؛ لتقديم خدمات للأشقاء الفلسطينيين، وكان هناك أفكار متعلقة بإقامة منطقة حرة وصناعية، وكذلك ربط موانئ، وبالطبع المشروعات قد تكون مفيدة للطرفين، لكن دون أن يعني ذلك ربط قطاع عزة وتحميل مسئوليته للإدارة المصرية.
في سياق متصل، قال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور إياد المجالي، إن التصعيد الأمريكي مع إيران، وغيره من الملفات التي أثيرت مؤخرًا في المنطقة العربية، والتسريبات التي خرجت عن صفقة القرن، وذلك من خلال مستشار دونالد ترامب، كوشنر وفريقه، الذي يتألف من كبار المتخصصين، كان يهدف إلى تهيئة المسرح الإقليمي بمحاوره الثلاث، الدول العربية، إيران، تركيا؛ لمشروع استعماري جديد، يهدف إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار المجالي، في حديثه مع برنامج "بين السطور"، إلى أن الأنظمة العربية الحاكمة تعتبر المعنية بتطبيق وتنفيذ ما يسمى بـ"صفقة القرن"، أما غياب منظمة التحرير الفلسطينية عن الصفقة أو ألياتها فلا يعني شئ، لأنها سبق وأن اعتمدت على جزء كبير من مسارات الاتفاق والتفاوض مع اسرائيل، لكنها كانت تصل في زوايا معينة لعدم القدرة على الاستمرار؛ لتعنت الجانب الإسرائيلي.