بنظرتها الحادة من تحت حاجبين أسودين كثيفين، وابتسامة خفيفة زادت من حدادها فخامة، حلت إخلاص البالغة من العمر 19 عاماً، واحدة بين ثمانية نساء هن الأكثر أملا وتفاؤلا في العالم، حسب د.دينيس موكويغي، طبيب النساء الفائز بجائزة نوبل للسلام 2018 عن دوره في علاج اللواتي تعرضن للاغتصاب الجماعي.
تحدثت إخلاص، عن اختيارها، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأربعاء، 26 حزيران/ يونيو، قائلة ً:
"بعد مشاركتي في أحد المؤتمرات المتعلقة بالعنف ضد المرأة في لوكسمبورغ، غربي أوروبا، أو تجارب النساء اللواتي تعرضن للعنف الجسدي، والنفسي، ركزت من خلال مشاركتي على الأمل والتفاؤل اللذين من خلالهما نستطيع أن ندعم الفتيات اللواتي تعرضن للعنف، وكذلك الأطفال".
وأضافت خضر، كذلك ركزت في مداخلتي على العمل كفريق واحد للوصول إلى الأهداف الإنسانية النقية، وكان هذا حافزا لاختياري بين أكثر النساء في العالم تفاؤلا وأملا من قبل المؤسسة باعتقادي.
وتنحدر خضر من مجمع تل قصب التابعة لقضاء سنجار غربي الموصل، مركز نينوى، شمالي البلاد، وحاليا هي في ألمانيا بعد حصولها على اللجوء الإنساني.
وكشفت خضر، أن تنظيم "داعش" الإرهابي، قتل أبيها، واختطف اثنين من أخواتها وهما في عداد المفقودين حتى الآن، وترافقها أمها وزوجة أخيها معها في ألمانيا، فيما تتواجد أخواتها الستة في العراق.
وأخبرتنا خضر، أنها كانت تدرس في الصف الثاني المتوسط ، ولم تواصل التعليم بسبب تعرض المكون الإيزيدي للإبادة على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014.
وأكملت خضر متداركة، لكنني الآن أدرس في الصف العاشر في ألمانيا، أي ما يعادل الرابع إعدادي "ثانوي" في العراق.
وتوجه الناجية العراقية الايزيدية الناشطة بمجال حقوق المرأة، في ختام حديثها، رسالة إلى نساء المكون الإيزيدي بشكل خاص، والعالم عامة، على أن يكن قويات لا يستسلمن، وتقول:
"نستطيع أن نعمل معا لدعم قضية المرأة الايزيدية، واللواتي تعرضن لأسوء أشكال العنف، على يد "داعش"، أو المعنفات جنسيا في العالم، وحين أجد نفسي أملا بذلك اعتبر نفسي صديقة لكل الفتيات في الأرض".
يذكر أنه في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014، اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الأيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن، والشباب، والأطفال بعمليات إعدام ما بين الذبح، والرمي بالرصاص، ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى الصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.