ففي عام 1985 حصل الجيش الروسي على صاروخ جديد تماما بإمكانه ردع مَن يفكر في إشعال الحرب، وهو صاروخ بالستي بعيد المدى يقدر على الوصول إلى أي قارة ويمكن إطلاقه من أي بقعة في الأراضي الروسية.
السلاح الرادع
وأطلق على هذا الصاروخ اسم "توبول" (هذه الكلمة الروسية تعني الحور). وتم وضعه في صندوق سيارة الشحن العملاقة ليجوب غابات روسيا المترامية الأطراف ويكون رصده وتدميره بالتالي من المستحيل بينما يكون بإمكان روسيا الرد على مَن قد يهاجمها باستخدام السلاح النووي.
وأقبلت روسيا على تصنيع الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية لكي تقدر على إحباط خطط الحرب العالمية الجديدة. ذلك أن احتمال الرد يحول دون شن العدوان.
وتشكل صواريخ "توبول" المنتشرة في أنحاء روسيا سلاحا رادعا كهذا. وقد يكون كشف سيارة الشحن العملاقة التي تحمل الصاروخ من قبل القمر الصناعي أو طائرة التجسس أمرا ممكنا ولكن من المستحيل التكهن بمكان وجودها في وقت محدد.
قنبلة قادرة على تدمير المدينة المتوسطة
ويعمل صاروخ "توبول" البالغ طوله 22 مترا بالوقود الصلب، أي أنه غير قابل للاشتعال ولا يتسبب في التلوث البيئي. وينطلق صاروخ "توبول" عموديًا، ويصل رأسه إلى مدار حول الأرض بعد ثلاث دقائق. ويحتوي رأس "توبول"، وهو مخروطي الشكل يبلغ قطره 1 متر، على تقنية التوجيه ومجموعة من الأهداف الكاذبة بالإضافة إلى القنبلة البلوتونيومية القادرة على تدمير المدينة المتوسطة. ويحلق رأس "توبول" بسرعة تعادل 20 مثل سرعة الصوت. وبالتالي فإن اعتراضه بوسائط الدفاع الجوي المتوفرة حاليًا أمر غير ممكن.
وتجوب السيارة التي تحمل صاروخ "توبول" أنحاء البلاد برفقة سيارة أخرى تحتوي على ما يحتاجه طاقم الصاروخ.
ومن الجدير ذكره أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تحسنت بعد أن دخلت صواريخ "توبول" الخدمة. وذكرت صحيفة روسية أن الدولتين توصلتا إلى اتفاق لتقليص مخزونهما من الأسلحة النووية وبدأتا بتنظيم المقابلات التلفزيونية.