الحرب في شهرها الرابع، هل قدم إليكم وساطات فعالة من قبل الدول المؤثرة حتى الان لإنتهاء هذه الحرب و هل هناك بوادر لإنتهائها؟
نعم الحرب في شهرها الرابع منذ بدء الاعتداء على العاصمة في 4 أبريل/نيسان الماضي ، في عملية انقلاب ، ومحاولة للاستيلاء على السلطة. لقد توهم المعتدي بعد تلقيه كم هائل من الأسلحة على مدى سنوات ان الحرب ستكون نزهة ، وأن باستطاعة ميليشياته دخول طرابلس خلال اربع وعشرين ساعة.
لا توجد وساطات لإنهاء الحرب بل بيانات ودعوات من قيادات عدد من الدول بضرورة وقف القتال والعودة لمسار التسوية السياسية.
أننا لم نعتدي على أحد ومطلب وقف القتال يوجه للقوة المعتدية، نحن نمارس حقا شرعيا سياديا بالدفاع عن مواطنينا ومدينتنا وأمل الليبيين في إقامة دولة مدنية ديموقراطية ، في مواجهة اعتداء غير مبرر يرتكب تجاوزات وانتهاكات تصنف وفقا للقانون الدولي جرائم حرب . وليس مطلوب منا - وفقا للقانون - ان نتوقف بل المعتدي هو من يجب أن يرغم على وقف الاعتداء والانسحاب الى مواقعه التي انطلق منها .
بوادر انتهاء الحرب تلوح فيما تحققه قواتنا من تقدم وستنتهي الحرب مع دحرالمعتدي. ليعود الليبيون إلى مسار التسوية التي استهدف العدوان تقويضها، وفي هذا السياق تقدمت لليبيين بجميع مكوناتهم وفي كل المناطق بمبادرة للخروج من الازمة الراهنة والوصول الى وضع سياسي مستقر تتلخص في سبع نقاط .. تبدأ بعقد ملتقى وطني بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة ، شرط المشاركة فيه هو الايمان بالحل السلمي الديموقراطي ، والدولة المدنية، ورفض عسكرة الدولة .. ويمهد هذا المؤتمر الى انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية هذا العام ... يضع لها المؤتمر القاعدة الدستورية المناسبة ،وهناك تفاصيل لضمان امن ونزاهة الانتخابات .كما اننا ركزنا على ضرورة تفعيل اللامركزية. كما وضعت المبادرة اليات لتحقيق المصالحة الوطنية.
كيف تقيم الوضع في الميدان و خاصة بعد إسترجاع مدينة الغريان؟
الأوضاع في الميدان جيدة على كافة المحاور ،و قواتنا تتقدم بثبات ووفقا لما وضعته القيادات العسكرية من خطط ، ولقد كان لتحرير غريان اثرا معنويا إيجابيا لدى قواتنا كما أدى الى ارتباك وتخبط القوات المعتدية خاصة وان غريان كانت مركزا للقيادة والامداد لتلك القوات.
أن هذه الهزيمة دفعت القوات المعتدية الى تكثيف قصفها الجوي العشوائي المتكرر لطرابلس الذي تسبب في وقوع ضحايا مدنيين وتدمير منشئات مدنية وزاد من عمليات نزوح للسكان.
الطرف الأخر اتهم حكومة الوفاق بأن تركيا تحارب الى جانبها أو تساعدها عسكريا في معركة طرابلس، هل أنقرة بالفعل تساعد لكم ميدانيا؟
أولا تلقت القوات المعتدية ووفقا لتصريح المبعوث الأممي والعديد من التقارير الأمنية، أسلحة من كافة الأنواع على مدار السنوات الثلاث الماضية من قبل عدد من الدول باتت معروفة للجميع، وكما ذكرت ان هذا الكم الكبير من الأسلحة هو من شجع المعتدي على الهجوم على طرابلس. وهذا يعد خرقا للحظر المفروض من مجلس الأمن، ولقد نبهنا إلى ذلك مرارا وفي كل المحافل الدولية التي شاركنا فيها، مطالبين بوقف هذا الخرق أو السماح لنا بالتسلح.
نحن في وضع الدفاع عن النفس، نتعاون مع الدول الصديقة وفقا لما نراه مناسبا لحماية أهلنا والدفاع عن شرعية حكومة الوفاق.
كيف يعيش الآن سكان مدينة طرابلس، هل أثارت الحرب الأزمة الإنسانية فيها؟
الحياة طبيعية في العاصمة، وتنفذ وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني خطة أمنية ناجحة للحفاظ على ارواح المواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة .الا ان هناك موجات نزوح للسكان من مناطق الاشتباكات حول طرابلس، وتعمل مؤسسات الدولة على توفير متطلبات واحتياجات المواطنين النازحين .
لماذا برأيكم تم الهجوم على مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء و هل أثر هذا الحادث على عزيمة حكومة الوفاق في مكافحة الهجرة غير الشرعية؟
السراج: هذه جريمة حرب غير مبررة نفذتها الطائرات المعادية، استهدفت أناس أبرياء غادروا بلدانهم بحثا عن حياة افضل فتعرضوا للقتل الجماعي. ولقد طالبنا بلجنة تحقيق دولية وانزال العقاب المستحق بالفاعلين .
بالنسبة للهجرة غير الشرعية فنحن بلد عبور يمر حاليا بظروف بالغة الصعوبة ، وان مراكز الايواء المنتشرة في طرابلس تضم فقط ما يقارب العشرين ألف مهاجر، بينما يصل عدد المهاجرين غير الشرعيين في انحاء البلاد وخارج مسؤولية الحكومة الى نحو 800 الف ، القضية لها أبعاد أمنية وإنسانية واقتصادية ، ونرى ان التركيز على البعد الأمني وحده لا يمثل الحل الأمثل، إننا نؤكد على أهمية مساعدة بلدان المصدر على وضع وتنفيذ مشاريع تنموية حقيقة، كسبيل للقضاء على الفقر والبطالة حتى لا يضطر مواطنيها للمغامرة بحياتهم للخروج منها بحثا عن حياة أفضل. وإلى أن يحدث ذلك نقوم بواجبنا تجاه امن بلدنا بمواجهة شبكات التهريب والمتاجرين بالبشر وهي شبكات دولية، إضافة إلى واجبنا الإنساني تجاه المهاجرين بتقديم ما في مقدورنا تقديمه من رعاية.
الموضوع يتطلب تكثيف التعاون بين بلدان المصدر والعبور والمقصد بهدف رسم وتنفيذ سياسة استراتيجية للحد من هذه الظاهرة وتداعياتها .وكل جهد خارج ذلك يظل ناقصا .
أعلن عن إحتجاز من قبل السلطات الليبية إثنين مواطن روسي في طرابلس بتهمة محاولة تأثير على الإنتخابات. وزارة الخارجية الروسية تقول أن لا يوجد لديها علم عن ذلك و لم يتم إبلاغها عن ذلك. هل ممكن السيد الرئيس توضح أسباب إحتجاز هذا الأشخاص و ما ينتظرهم في القريب؟
أبلغنا بذلك وهناك تحقيق يجري من قبل السلطات الأمنية ، ونحن في انتظار انتهاء هذه التحقيقيات، فاذا ثبت عدم تورطهم فيما نسب اليهم من اتهامات يطلق سراحهم، واذا كان الامر غير ذلك يقدموا للقضاء العادل ، ما نحرص عليه في كل الأحوال هو المعاملة الجيدة والإنسانية للمتهمين الذين هم أبرياء حتى تثبت ادانتهم .
هل هناك زيارات متبادلة قريبة بين ممثلي حكومة الوفاق و روسيا الإتحادية؟
زيارات المسؤولين الليبين إلى روسيا لم تنقطع، ويجمعنا بروسيا علاقات صداقة وتعاون، وحريصون على تنمية وتفعيل الاتفاقات المبرمة معها في فترات سابقة وتحديثها وفقا للاحتياجات الحالية. ونتطلع أن تلعب روسيا دورا إيجابيا لحل الأزمة في ليبيا.
روسيا دولة كبرى وعلى الدول الكبرى مسؤولية الحفاظ على الامن والسلم الدوليين، وهذه المسؤولية تفرض وقوفها ضد أي عدوان وتدخلها لتحقيق السلام العادل.