أقرت الحكومة الإيرانية اليوم الأربعاء حذف 4 أصفار من العملة الوطنية، وتغيرها من الريال إلى تومان.
اليوم قررت إيران تغيير عملتها وحذف الأصفار منها، على غرار التجربة الناجحة لتركيا في هذا المجال عام 2005 والتي واكبها إصلاحات اقتصادية أدت لنجاح التجربة، بينما فشلت زمبابوي وفنزويلا في ضبط التضخم من خلال طريقة حذف الأصفار من العملة.
ويشير خبراء إلى أن الهدف من القرار الإيراني هو تحقيق قفزة اقتصادية إيجابية ومكافحة التضخم وتقوية اسم العملة المحلية وخاصة مع التطور التكنولوجي والصناعي والزراعي والنفطي في إيران.
وقال رئيس مكتب رئاسة الجمهورية الايرانية محمود واعظي، في تصريح نقله التلفزيون الإيراني اليوم الأربعاء: "تم إقرار حذف أربع أصفار من العملة الوطنية في البلاد وسوف يتم تبديل العملة الوطنية من الريال إلى التومان لأن التومان هو الرائج في التبادلات الداخلية".
وأوضح واعظي، أن "رئيس البنك المركزي سيقوم بتقديم معلومات أكثر عن الموضوع يوم الأحد القادم".
بدورها، قالت وكالة "فارس" الإيرانية، إن "هذا المقترح يهدف للحفاظ على فاعلية العملة الوطنية وتسهيل وتحديث أدوات المدفوعات النقدية في التعاملات المحلية، بجانب خفض تكاليف طبع الأوراق النقدية والحد من المشكلات الضخمة في التبادل اليومي، وأعباء عد العملة والمسكوكات النقدية وحمل المبالغ الكبيرة منها".
ويرى خبراء أن حذف 5 أصفار من أي عملة يعني أن المليون من هذه العملة بعد إلغاء 5 أصفار سيصبح 10 فقط، وعند إلغاء 3 أصفار سيصبح 1000 وهكذا، ويتّبع هذا الإجراء عندما تنهار قيمة العملة وتصبح قيمتها الشرائية محدودة أو معدومة.
وهنا يجب دراسة العملية لأنها التكاليف قد تكون مرهقة لبلد يعاني ظروفاً اقتصادية صعبة.
وتتمثل هذه التكاليف في رفع الأسعار بالمتاجر والمطاعم، وخلق مشاكل في تحديد الأسعار، ورفع تكاليف إصدار العملات الجديدة وسكها، وانخفاض الصادرات نتيجة لارتفاع قيمة العملة الوطنية بشكل مفاجئ.
التجربة التركية
تركيا حذفت 6 أصفار قبل 13 عاماً وبالتحديد في 1 يناير 2005، حيث أعلنت الحكومة التركية إلغاء 6 أصفار من عملتها المحلية (الليرة)، من أجل تفادي تكاليف طباعة أعداد كبيرة من عملتها وبقيم عالية.
وكانت العملة الورقية ذات قيمة الـ20.000.000 التي تستعمل في تركيا أكبر عملة ورقية بالعالم، وخلق عدد الأصفار الكبير فيها مشاكل في التعاملات، فمثلاً أصبح صعباً قراءة أرقام عدادات سيارات الأجرة، ولائحة أسعار البضائع، إضافة للأخطاء الحسابية الخطيرة التي كانت تنتج عن عدد الأصفار الكبير، وأصبحت تكلفة دخول المرحاض في تركيا قبل عام 2005، تساوي حوالي مليون ليرة، ليتحول هذا الرقم إلى ليرة واحدة فقط.
وأثر إلغاء الأصفار الستة من الليرة التركية إيجابياً من ناحية استقرار الأسعار، وتناقص نسبة التضخم إلى نسبة مئوية ذات خانة واحدة.