فعاليات الموسم
وكانت "مواسم السعودية" قد أعلنت في وقت سابق، عن إطلاق النسخة الأولى من "موسم الطائف" والذي يأتي في سياق إبراز مكانة المملكة كأفضل الوجهات السياحية على المستوى الإقليمي وبمقومات عالمية، وترسيخ مكانة الطائف حضاريا وتاريخيا، وتسليط الأضواء على عمقها الثقافي وتنوعها الفني، واعتدال طقسها ووفرة منتجاتها الطبيعي، مع تجديد وابتكار الفعاليات النوعية التي تلامس رغبات العائلات داخل السعودية، والسياح القادمون من خارجها، وفقا للبيان.
ويعد "سوق عكاظ" أحد أبرز مواقع الفعاليات الرئيسية في "موسم الطائف" وهو أحد أهم الأسواق في تاريخ العرب، وقد اندثر مع الأعوام وأعيد إحياؤه منذ 13 عامًا، ويتم تقديمه هذا العام بحلة جديدة حيث تضاعفت مساحته عدة مرات وجرى بناء العديد من الأجنحة والفعاليات المبتكرة، ومن أهمها "حي العرب" الذي يحتضن لأول مرة 11 دولة عربية، وهي "السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، عمان، العراق، مصر، الأردن، لبنان، المغرب، تونس".
كما تنطلق مسابقة سوق عكاظ الدولية للشعر الفصيح والتي تظهر هذا العام بشكلها الجديد وجوائزها القيمة، بالإضافة إلى الأجنحة التاريخية مثل جادة عكاظ وساحة الفرسان والأسواق التاريخية وساحة الثقافة والأدب، ويشارك هذا العام نخبة من نجوم الفن العربي لإحياء الأمسيات الفنية في سوق عكاظ.
كما تم إطلاق "قرية ورد" في منتزه الردف الشهير، لاحتضان مجموعة مميزة من الفعاليات التي تتعلق بوفرة المنتج الطبيعي من الزهور، مثل فعاليات "متحف الورد، مختبر العطور، أوركسترا الورد، سيرك الورد، الحرف المرتبطة بصناعة الورد، وغيرها"، بالإضافة للعروض الترفيهية والكرنفالية مثل "عيش الأدريالين، مدينة الملاهي، طريق الفن" كما تحتضن أيضاً جادة الفواكه.
ويستمر هذا العام "مهرجان ولي العهد للهجن" الذي يحتضن أهم وأضخم سباقات الهجن في العالم، كما يضم العديد من الفعاليات المبتكرة مثل "متحف وخيمة وجدارية الهجن، السوق الشعبي، والعروض المتنوعة والمبتكرة، بالإضافة إلى مدينة السيرك والتحديات الرياضية".
وتحتضن جبال الهدا والشفا، الفعاليات الحماسية "سادة البيد" التي تضم المشي الجبلي وماراثون الألوان والتحديات الرياضية، كما تشمل العديد من الفعاليات المميزة مثل "جلسة سمر، وسمرة المشاوي". كما تقام العديد من الفعاليات المصاحبة لموسم الطائف طوال شهر أغسطس، مثل مهرجان التسوق والسينما في المجمعات التجارية الكبرى بمدينة الطائف، والرحلات السياحية للمعالم والمساجد التاريخية.
فرص وظيفية واستثمارية
من جانبها قالت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة، إنه "من المتوقع أن يساهم موسم الطائف في توفير العديد من الوظائف الموسمية والفرص الاستثمارية لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والشباب في المنطقة، حيث سيوفر المهرجان ما يصل إلى 15000 فرصة عمل".
وأضافت الهيئة، أن "الموسم يأتي تماشيا مع أهداف رؤية المملكة 2030 الساعية لتنويع الاقتصاد الوطني وتطوير قطاع السياحة والضيافة".
كما يعتبر الموسم من بين الجهود الهادفة لتعزيز جودة الحياة ورفع الإنفاق الداخلي على السياحة والأنشطة الثقافية والترفيهية، إلى جانب مساهمته في توفير الفرص الوظيفية والاستثمارية لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
الاعتماد على النفط
الدكتور عبدالله المغلوث، عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، قال إن "موسم الطائف يأتي ضمن مبادرة مواسم السعودية 2019، وفي إطار رؤية المملكة 2030 والهادفة إلى وضع أسس فاعلة ومرتكزات أساسية لمستقبل المملكة، من خلال استحضار سلسلة من المبادرات التي تستهدف تقليص الاعتماد الرئيس على النفط، عن طريق إيجاد روافد كثيرة لدعم الاقتصاد الوطني من ضمنها القطاع السياحي".
وأكد أن "برنامج مواسم السعودية يشمل العديد من البرامج المصممة خصيصًا، لعدد من مناطق ومدن المملكة، التي تمتلك مقومات ثقافية وسياحية وتاريخية في العام الأول كمرحلة تجريبية".
تعزيز الاقتصاد
وتابع: "يأتي موسم الطائف الذي تم إطلاقه بداية شهر أغسطس 2019م من هذه المواسم التجريبية، حيث أن الدور الاستراتيجي الذي تحققه مثل هذه المواسم في تعزيز الاقتصاد السعودي المبني على الإنتاجية بدلُا من النفط من خلال التفاعل مع المواسم وتحسين جودة الحياة واكتشاف المواهب، وريادة الأعمال للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي اعتمدت عليها اقتصاديات العديد من دول العالم بنسب متفاوتة تصل في بعضها إلى 90%".
وشأن فوائد المواسم، أضاف: "مثل هذه المواسم تعد تجربة رائدة وجيدة لإيجاد كوادر وطنية مدربة وجيدة تعمل في إعداد وتنظيم فعاليات متنوعة لكافة الفئات، وفق قيمنا وعاداتنا وتعتبر أثرا إيجابيا كبيرا على مزاج المجتمع لجذب المواطنين والمقيمين لهذه المواسم/ وهو ما يشجع السياحة الداخلية، ونجاح الكوادر الوطنية في تنظيمها بمهارة واقتدار واقتطاع جزء ولو يسير في هذه المرحلة من كعكة السياحة الخارجية، وتوفير العديد من فرص العمل المؤقتة أو الدائمة أمام الكوادر الوطنية".
واستطرد:
"وافقت هيئة الآثار والسياحة على منح تأشيرات للسائحين الأجانب الذين يرغبون بالمجيء للسعودية بقصد السياحة سوف تعزز مفهوم هذه المواسم، كما في الدول الأخرى مثل الخليج وأوروبا، ويحرك الاقتصاد من خلال وجود قوة شرائية وتشغيل الفنادق والإيواء والنقل بأنواعه بل يعزز كذلك مشتريات الهدايا والمنتجات الأثرية التي فيها شعارات المملكة".
ومضى قائلًا "مبادرة المواسم السعودية خطوة نحو تعزيز ثقافة جديدة في مجتمعنا لم تكن بالسابق بهذا الحجم، ونود أن تكون لدينا صناعة المواسم لما فيها من عوائد ثقافية ومالية في ظل انفاق السعوديين نحو 100 مليار ريال على الترفيه، غير أن مثل هذه المواسم ستسهم في توفير النفقات وترشيد معدل الانفاق على السياحة الخارجية التي يلجأ إليها نحو 36% من الأسر السعودية".
وأنهى المغلوث حديثه قائلًا "بحكم قرب هذا الموسم من دول الخليج مثل البحرين والكويت، يجعل هناك زيارات من قبل مواطني تلك الدول وبالتالي سوف يكون هناك رغبة بل محرك اقتصادي يجعل هناك أدوات وبرامج ليستفيد الجميع من هذا الموسم".
والجدير بالذكر أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تشكل 22% من إجمالي الناتج المحلي للمملكة، لتكون بذلك ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي بعد قطاع النفط والغاز، كما أنها تشكل ما يزيد على 90% من شركات القطاع الخاص في المملكة.
ويهدف برنامج رؤية 2030 إلى رفع مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 35% بحلول 2030، مما يساعد في خلق فرص عمل جديدة للقوى العاملة الوطنية، ويعزز الابتكار وريادة الأعمال.