قال فؤاد راشد، رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي باليمن في اتصال مع "سبوتنيك"، إن استهداف معسكر الجلاء في عدن، أصابنا بالحزن والدهشة، مضيفا: "المفترض أن هذا المعسكر في ظروف دفاعية آمنة".
وتابع رئيس الحراك الثوري: "كل مؤسسات الأمن في عدن متداخلة وتعمل بشكل فردي للأسف الشديد، وهذه التطورات في العاصمة عدن تؤكد أننا مقبلون على انهيار كبير ووشيك وأن منظومة الأمن تتآكل إن لم يتم تدخل واسع ومعالجات جذرية، كما أن منظومة الدفاع، التي يدعي التحالف نصبها وفعاليتها في عدن هي الأخرى ضعيفة".
الأمم المتحدة: قصف سوق بصعدة "تحول سيئ" لأحداث اليمن
— صحيفة عدن الغد (@adenalghad) July 31, 2019
#عدن_الغدhttps://t.co/fzkCAO1vk1 pic.twitter.com/OmImKjMkki
ودعا راشد، إلى ما وصفه بـ"صحوة جنوبية" واسعة تتجاوز الولاءات الضيقة، وتبدأ عملية مراجعة لواقع الحال محذرا من الصمت عما يجري.
ومن جانبه، قال منصور صالح، المحلل السياسي الجنوبي لـ"سبوتنيك": "ما حدث اليوم هو انفجار لجسم غريب ربما يكون صاروخ تم ربطه برقم هاتف القائد العسكري منير اليافعي أبو اليمامة ورفاقة، والبعض يعتقد أنه تفجير إرهابي عن طريق انتحاري، وفي جميع الأحوال لا نستطيع أن ننكر أن هناك أعداد للقضية الجنوبية وهم أكثر من قوة".
تحذيرات أمنية
وأضاف صالح: "تلك العمليات الحوثية تهدف إلى إيصال رسائل بأنهم موجودون ويستطيعون الوصول إلى عمق الجنوب والعاصمة عدن، واعتقد أنهم استطاعوا الوصول عبر خلايا حوثية نائمة تدخل إلى عدن بشكل مستمر تحت مسمى اللاجئين، رغم الاعتراضات الكبيرة المتكررة، التي أبداها ناشطون جنوبيون والقوات الأمنية تجاه حالات اللجوء".
صحيفة عدن الغد/ الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن قصف معسكر الجلاء بالبريقة #عدن_الغد - عبر تطبيق نبض @NabdApp https://t.co/KBegH1oAUI
— عـدنـي مـن يـافـع (@sanhakadaney) August 1, 2019
وتابع المحلل الجنوبي: "قد يكون من بين اللاجئين وهم أعداد كبيرة من شباب الحوثيين، من لا يستطيع أحد تمييز، إن كانوا مواطنيين عاديين أم من المقاتلين، والكثير منهم يأتون من مناطق ليس بها حروب أو نزاع، ورغم تلك التحذيرات تماهت الحكومة الشرعية مع هؤلاء وأدخلتهم إلى عدن وهو ما يمكن تفسيره بالعمل ضد القضية الجنوبية وتصفية القيادات".
وأشار صالح، إلى أن القائل اليافعي، الذي لقي مصرعه اليوم في تفجير الجلاء، خاض الكثير من المعارك وله خصومات مع الحوثيين وحزب الإصلاح أو القاعدة وهو قائد مستهدف وتعرض لعدد من محاولات الاغتيال.
عااجل.. مليشيات الحوثي تعلن مسؤليتها عن قصف معسكر عدن (تفاصيل العملية)https://t.co/Po9MJCYeVC pic.twitter.com/8a7AHfvQTo
— الوفاق نيوز (@alwfaqnews) August 1, 2019
وأوضح صالح أن العملية تكررت أكثر من مرة، كما حدث في قاعدة العند، التي راح ضحيتها العديد من القادة العسكريين البارزين في الجيش الجنوبي، وأن ما حدث اليوم هو حالة من عدم الحرص واليقظة من جانب بعض القيادات الأمنية، التي كانت تركن في الفترة الأخيرة إلى أن عدن باتت آمنة ومستقرة.
واستطرد: "أعتقد أن الفترة المقبلة، ستشهد الكثير من الإجراءات الأمنية، وفي كل الأحوال اليمن والجنوب في حالة حرب وكل العمليات متوقعة وسوف تستمر طالما يرفع الجنوبيون مطالبهم المشروعة".
تحالف ضد الجنوب
وقال الدكتور عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن: "قصف اليوم من جانب الحوثيين لمعسكر الجلاء رافقه عملية تفجير كبيرة جدا في منطقة الشيخ عثمان بالعاصمة عدن، ويدل هذا على أن هناك عملية تنسيق كبيرة جدا بين القاعدة والحوثيين والإخوان المسلمين من أجل العبث باستقرار الجنوب".
وأضاف رئيس مركز جهود، أن تلك العمليات تدل على أن هناك تطور في مجرى العمليات على الصعيد الأمني والعسكري يحتاج إلى أن يكون هناك تنسيق أكثر أمنا ووعيا أكثر في مناطق الحوثيين حتى لا ينتقلوا من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.
ويعد الهجوم الجوي لـ"أنصار الله" على معسكرات التحالف والجيش اليمني في عدن هو الثالث من نوعه، حيث أعلنت الجماعة في 25 أبريل / نيسان الماضي، استهداف مقر قيادة التحالف في البريقة بطائرة مسيرة مماثلة نوع "قاصف 2k".
واستهدفت جماعة "أنصار الله" بطائرة مسيرة مفخخة من ذات النوع، في العاشر من يناير / كانون الثاني الماضي، عرضا عسكريا للجيش اليمني في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج جنوب اليمن، وأسفر عن مقتل وإصابة نحو 20 عسكريا بينهم اثنان من قيادات الصف الأول في الجيش اليمني، هما نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن صالح الزنداني، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء محمد صالح طماح.