وأشار إلى أن سوريا لا ترى تطبيقا نزيها من جانب "النظام التركي" لتفاهمات أستانا واتفاق سوتشي حول إدلب والذي يقضي بانسحاب التنظيمات الإرهابية إلى عمق 20 كم وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
لكن الجعفري وصف البيان بأنه الأفضل لسوريا من ناحية مضمونه السياسي ومقاربته للوضع فيها وقال إن وقف إطلاق النار مرهون بتركيا وإلتزاماتها بالإتفاقات المعقودة، وحذر الجعفري تركيا من أن صبر دمشق لن يستمر إلى الأبد .
بينما المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، قال إن بلاده ستضطر لإنشاء منطقة آمنة بمفردها في سوريا في حال عدم التوصل لإتفاق مع الولايات المتحدة في هذا الشأن وأشار أقصوي إلى أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري سيزور تركيا الاثنين، لعقد مباحثات مع الجانب التركي حول المنطقة الآمنة.
في هذا الوقت وبعد إقرار الهدنة استهدفت المجموعات المسلحة المنتشرة في ريف حماة الشمالي وتحديدا في جبل شحشبو، منطقة القرداحة في ريف اللاذقية بخمسة صواريخ، من جانبه اعتبر وفد المعارضة في أستانا أن الاتفاق إيجابي، ورحبت روسيا بقرار الحكومة السورية.
في معمعة هذه التصريحات خاصة السلبية من جهة تركيا والمقرونة بإنتهاك سافر للإتفاقات وبيان أستانا، كيف نقرأ كنه نتائج اللقاء على أرض الواقع؟
كيف يمكن أن يترجم تهديد الجعفري لتركيا بقول بأن صبر دمشق لن يبقى إلى الأبد، هل هي مهلة مبهمة المدة الزمنية أم مربوطة بالهدنة؟
الكاتب والمحلل السياسي، أستاذ محاضر في جامعة دمشق الدكتور طالب زيفا يقول إن:
"الحلقة الثالثة عشر من مسلسل أستانا هي مرحلة تحقيق مكاسب لسورية، وإضعاف للمجموعات المسلحة والإرهابية والضغط على التركي، والعملية العسكرية مستمرّة (سياسة القضم البطيء) ولا أفق لحل سياسي قبل الحسم على المدى القريب المنظور وفق استراتيجية مدروسة، ولكن لانستطيع أن نقول عن محادثات أستانا حتى الآن بأنها فشلت وإنما هناك إنجازات تم تحقيقها، ففي كافة المؤتمرات بما فيها الأخير هناك تأكيد على وحدة وإستقلال سورية وهذا الكلام تكرر من خلال مندوبي الأطراف التي لها دور في القضية السورية وخاصة التركي ولو أننا نسمع منه مايعكس أفعاله على مبدأ نسمع جعجعة ولانرى طحينا".
وأضاف زيفا :
"التهديدات والتصريحات التي يطلقها بعض الأتراك وخاصة ماجاء على لسان مليح كوجاك رئيس بلدية أنقرة السابق ودعوته لتسليح الشباب السوري وإرساله إلى الجبهة في سورية كلام خطير جدا وبصراحة يمثل السياسة التركية، ونحن شهدنا أن المجوعات المسلحة التي تدعمها تركيا قبل إنتهاء المؤتمر قصفوا مناطق مدنية في اللاذقية وأوقع القصف ضحايا بين جرحى وشهداء، ونرى الأصرار التركي على إقامة منطقة أمنية سواء بالإتقاق مع الأمريكي أو بدونه يعني هذا تعدي سافر على كل القوانين والشرائع الدولية والتدخل في شؤون الدولة السورية من خلال إحتلال أجزاء من أراضيها ودعم مجموعات إرهابية مسلحة تحارب الدولة السورية وتزويدهم بأحدث الأسلحة والمعدات".
أما عن تحذيرات الدكتور الجعفري لأنقرة بأن صبر دمشق لن يكون إلى الأبد فرأى زيفا أن :
"كلام الدكتور الجعفري واضح تماماً وبات الجميع يعلم أن اللعب بات على المكشوف وأردوغان لم يعد يستطيع أن يخفي ما يقوم به على الأرض من توجيه ودعم وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة وماتقوم به هذه المجموعات من إرهاب على الارض السورية والإعتداءات على قاعدة حميمم، والآن يستخدم تلك الجماعات والعصابات بما فيها "جبهة النصرة" الإرهابية لتحقيق ما فشل بتحقيقه قبل ذلك.
ما قاله الدكتور الجعفري صريح ولايحتاج إلى توضيح ويؤكد أن الدولة السورية ذاهبة إلى النهاية في القضاء على الإرهاب ودحر المحتل من الأرض السورية، لم يعد أردوغان قادر على شراء الوقت كما كان في المراحل السابقة أمام تقدم الجيش العربي السوري وتحقيق الإنتصارات بدعم من الحلفاء، والوقائع على الأرض لن تكون في المستقبل المنظور في مصلحة تركيا ولافي مصلحة أردوغان ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق أعلاه
إعداد وتقديم نواف إبراهيم