تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الخليج توتر كبيرا بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها، لتكون الخطوة الثانية بين الإمارات وإيران خلال أيام قليلة، بعد أن اتفق البلدان على التعاون الحدودي، بالإضافة إلى الوفد الأمني الإماراتي الذي زار طهران الشهر الماضي.
رمزية هذه الخطوة
عن منح التساهيل للتجار الإيرانيين، قلل الباحث والمحلل الاقتصادي الإماراتي نائل الجوابرة، من أهمية هذا الحدث في حوار مع "سبوتنيك"، فقال: منح هذه التسهيلات ليس الأول وليس الأخير، دائما الإمارات تعطي الاستثمارات للإيرانيين، والتجارة البينية بين البلدين لم تتوقف.
ويتابع: الأمور الاقتصادية مفتوحة معهم منذ زمن والتنقل التجاري مستمر مع إيران، هناك بنوك إيرانية موجودة في دولة الإمارات مثل ميني بنك وغيره، وهو يخدم الإيرانيين بشكل كامل في دولة الإمارات.
أما المحلل السياسي الإيراني سيد هادي سيد أفقهي، وفي لقاء مع "سبوتنيك"، فيرى أن هذه الخطوة تأتي بعد اكتشاف دول الخليج لزيف الوعود الأمريكية، ويبين: استدارة الإمارات يفسرها البعض على أنها استدارة تكتيكية بسبب الأحداث الأخيرة التي حصلت في الخليج، من اسقاط الطائرة المسيرة، واحتجاز الناقلة البريطانية، وعدم صدور ردة فعل من أمريكا وبريطانيا وغيرها من الأمور.
ويكمل: أحس الخليجيون بأن ادعاءات أمريكا هي وعود كاذبة وكلام فارغ لابتزازهم ماليا، ولعدة أسباب أخرى قررت الإمارات الاقتراب ومعالجة المشاكل العالقة مع إيران، فيما يخص العلاقات السياسية والأمنية والعسكرية.
أسباب هذه الخطوة
ويرى المحلل الإماراتي الجوابرة بأن لا أسباب حقيقية وراء هذه الخطوة، وإنما هي إجراء روتيني مستمر، ويوضح: مهما كانت العقوبات هناك أمور بها تفصيلية، ونحن نظن بأن العقوبات على كل شيء، لكن هناك عقوبات على الأمور الكبيرة كالنفط والتنقل والذهب وغيرها، والعقوبات سارية عليها كونها دولية.
ويكمل: بالنسبة للتساهل التجاري مستمر وهو ليس بجديد، ونحن نلاحظ وجود استثمارات إيرانية ودخولها مرة أخرى في المواد الغذائية، بسبب وجود شعب إيراني في دولة الإمارات، ولو تحدثنا عن عقوبات لا شيء يدخل ولا شيء يخرج فيها، كالنفط والغاز والذهب هي موجودة ومستمرة.
أما الإيراني سيد هادي فيعتقد أن العامل الإقتصادي هو السبب، ويتابع: العلاقات التجارية هي العنصر الأبرز، ومستوى التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 23 مليار دولار، والآن أصبح 6 مليار دولار بسبب سوء العلاقات الناتج عن الضغوط الأمريكية.
ويكمل: وأتصور من خلال اطلاعي على ما تسرب من لقاءات بين الوفد الإماراتي مع المسؤولين الإيرانيين هناك إرادة حقيقية بأن تستعيد الإمارات علاقاتها مع إيران.
خارج السرب
ويرى بعض المراقبون بأن الإمارات العربية المتحدة اتخذت نهجا مختلفا عن السعودية في معالجة المسائل الإقليمية، خصوصا في اليمن وفيما يخص موضوع إيران، وهذا ما ينفيه الباحب نائل الجوابرة، ويقول: بكل تأكيد لا يوجد اختلاف مع سياسات السعودية، نحن في مركب واحد وهناك استمرارية في العلاقات، وسياسة الإمارات والمملكة العربية السعودية هما سياستين في جسد واحد، ومستحيل أن يختلفوا مع بعض.
ويتابع: هي أمور تجارية، لك مع الأسف أحيانا هناك تضخيم إعلامي للأمور، حيث تعتبر أن هناك شيء جديد، لكن هذا الأمر موجود ومستمر وليس جديدا أبدا.
أما المحلل الإيراني سيد هادي فيرى أن كل مسألة منفردة، ويوضح: يجب الفصل بين ملف العلاقة الإيرانية الأمريكية، وملف خلافات إيران مع بعض جيرانها كالسعودية والإمارات والبحرين كل على حدة، وما قامت به الإمارات ينعكس ربما على السعودية أو البحرين بأن لا فائدة من الدخول في حرب سياسية أو اقتصادية مع إيران.
ويختم قائلا: اتضح أن لا رغبة للأمريكي بالحرب، ولذلك ترى دول الخليج أنها لا يجب أن تدخل في حرب مع إيران بالنيابة عن الولايات المتحدة، خصوصا أنهم لا يستطيعون الصمود أمام القوة الإيرانية وكذلك أمام قوة منطق إيران، لذلك أتصور أن الإمارات ستجر خلفها رغبة سعودية بأن تدخل في مفاوضات مع إيران، وإيران رحبت بذلك.