فلماذا يعتقد هؤلاء أن الإرهابي كان يقصد هدفا آخر؟ ربما لم يتوقعوا تلك الفجيعة لأنهم يرون أن المعركة الأساسية بين الإرهابيين والأمن، وأن الإرهابيين دائما ما يستهدفون نقاط ارتكاز أمنية وأقسام شرطة.
يقول اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، الذي يحمّل "التنظيم السري لجماعة الإخوان الإرهابية" مسؤولية التفجير، اعتبر أن التفكير بهذه الطريقة "يصب في صالح الإرهابيين وكأننا ندافع عن رحمة الإرهابيين بالفقراء والبسطاء وأنهم لا يرتكبون مثل تلك الأعمال".
"في الحقيقة هم (الإرهابيون) يرتكبون أبشع من ذلك، من يقتل المصلين في المساجد والكنائس لا يمكن أن يتورع عن قتل مرضى يعالجون من السرطان وذويهم في معهد الأورام، من أجل الضغط على الموقف المصري الحاسم والوطني تجاه العديد من القضايا الداخلية والخارجية".
وأوضح المسؤول الأمني السابق في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" أن "السيارة المفخخة إن لم تكن تقصد معهد الأورام لما سارت في الاتجاه العكسى لتمر من أمام معهد الأورام وتقوم بالتفجير لإيقاع أكبر عدد من الضحايا والمرضى".
"بكل بساطة سيرها عكس الاتجاه في شارع يعمل اتجاه واحد منذ عشر سنوات وعدم دخولها في اتجاه شارع القصر العيني يشير بنسب كبيرة إلى أن المكان مقصود وليس بالمصادفة".
ويقول نور الدين "ليس منطقيا أن يحمل تلك المتفجرات ثم يسير في الاتجاه المعاكس للوصول إلى هدف آخر، لأنه بذلك يلفت انتباه الجميع وبذلك يستطيع أي من أفراد المرور إيقاف السيارة المخالفة ببساطة شديدة".
ولا يرى مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن هناك تضاربا بين بياني الوزارة، لكنه يشير إلى أنه كان من الضروري تضمين البيان الأول "أنه جاري الانتقال وإجراء المعاينة اللازمة والتحريات" دون الجوم بأنه حادث مروري.
وإلى ذلك ذهب الكاتب ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم (حكومية)، "وكأن الإرهاب رحيم ولا يمكن أن يستهدف مثل تلك الأماكن" على حد قوله.
وقال في تصريحات تلفزيوينة إن التفجير "رسالة بأنه لا حدود للإرهاب في محاربة الشعب المصري"، مشددا على ضرروة أن "تشتد المعركة مع جماعة الإخوان لاجتثاث جذور التنظيم من مؤسسات الدولة ومن أجهزتها الأمنية".
وتساءل رزق: "لماذا كانت السيارة عكس الاتجاه؟ من يريد الاتجاه من مكان لآخر لا يريد أن يكشف نفسه، ولكننا نترك أجهزة الأمن لتخرج لنا بتحقيقات منطقية وشافية".
وقالت وزارة الداخلية المصرية اليوم الاثنين إن كمية من المتفجرات في سيارة كانت معدة لتنفيذ عملية إرهابية أدت إلى انفجار وقع الليلة الماضية أمام مستشفى في وسط القاهرة وأودى بحياة 20 شخصا.
واتهمت الوزارة في بيان "حركة حسم" التي تقول السلطات إنها ذراع مسلحة لجماعة الإخوان المسلمين بتجهيز السيارة بالمتفجرات تمهيدا لنقلها "إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية".
وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي في صفحتيه على فيسبوك وتويتر عن تعازيه للشعب المصري "ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي الجبان". وقال إن بلاده عازمة على "مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره".
وأُصيب 47 شخصا في الانفجار الذي وقع خارج المعهد القومي للأورام في وسط القاهرة.
وقال بيان الداخلية صبيحة اليوم التالي للانفجار "جار استكمال عمليات الفحص والتحري وجمع المعلومات وتحديد العناصر الإرهابية المتورطة في هذا التحرك واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم".
وقالت وزارتا الداخلية والصحة إن عدد القتلى ارتفع إلى 20 قتيلا كما بلغ عدد المصابين 47.
وكانت السلطات قالت في وقت سابق إن الانفجار نجم عن تصادم سيارة كانت تسير عكس الاتجاه في شارع كورنيش النيل الذي يطل عليه المعهد القومي للأورام مع ثلاث سيارات أخرى.
وأظهرت مقاطع مصورة بعد الحادث أضراراكبيرة في واجهة المعهد القومي للأورام مع تهدم المدخل وتناثر الركام في الطابق الأرضي. كما تناثرت أمتعة الضحايا فوق الأنقاض.
وذكرت وزارة الصحة أن الحادث أدى إلى اندلاع نيران أجبرت المسؤولين على إخلاء جزئي للمعهد القومي للأورام.