ورغم تأثير الحرب، هناك ثمة عادات وتقاليد للعيد، ما زالت الكثير من العائلات اليمنية تحافظ عليها، ففي صبيحة يوم العيد ومع بزوغ شمسه يبدأ أفراد الأسر المتوسطة ارتداء ملابسهم ويخرج الرجال مع أطفالهم إلى المساجد والساحات المحددة لأداء صلاة العيد، ويتصافح الجميع بعد الصلاة بحرارة كبيرة حتى وإن لم يمر على لقائهم ساعات، فيما تجهز النساء أنواع الحلويات وتشمل المكسرات من الزبيب واللوز والفستق وغيرها إكراما للضيوف القادمين من الأهل والأقارب.
ويقابل الضيوف أهل البيت إكرامهم بتقديم مبالغ مالية للنساء والأطفال وهي عادة تعرف بـ"عسب العيد"، وتستخدم غالبية الأسر خاصة من ذوي الدخل المحدود تلك العطايا بعد جمعها طوال أيام العيد في تسديد ما استدانته لتغطية نفقاته.
ويختص عيد الأضحى في غالبية مناطق اليمن، بعادة "المَدرَهة" وهي أرجوحة تُنصب في منزل الشخص الذي ذهب إلى لأداء مناسك الحج في مكة المكرمة، وتعلق عليها قطعة من ملابسه أو صورته، ويقوم أهله وأصدقاؤه بترديد الأهازيج والتواشيح والابتهال إلى الله بعودة الحاج بالسلامة محملا بالهدايا.
وتبدأ هذه العادة التي لا يزال سكان صنعاء القديمة الأكثر إحياءً لها، منذ مطلع شهر ذي الحجة حتى عودة الحاج بعد استكماله شعائر الحج.
أما في أسواق العاصمة صنعاء فعلى الرغم من ازدحامها بالمتسوقين، إلا أن حركة البيع والشراء تزداد ركوداً عاماً بعد آخر، جراء تفاقم الوضع الاقتصادي بسبب الحرب المستمرة، وارتفاع الأسعار وتوقف دفع رواتب الحكوميين منذ أكثر من 3 أعوام.
فيقول محمد الهمداني إنه فوجئ بارتفاع أسعار أضاحي العيد، للضعف عن العام الماضي، ما جعله غير قادرا على شراء أضحية.
وقال الهمداني لوكالة "سبوتنيك" إنه "لم أكن أتوقع أن يتجاوز سعر الخروف 100 ألف ريال يمني (نحو 200 دولار)، وضعت في الحسبان أن يكون ثمنه 50 ألف ريال".
أما بائع المواشي، علي حبش (45 عاما) فقال إن "التجار رفعوا الأسعار متحججين بفرض رسوم وضرائب كبيرة عليهم خلافاً عن الأعوام السابقة، ما دفعهم إلى تعويض الارتفاع بالبيع بسعر أعلى".
وفي أسواق الملابس كانت الأسعار مرتفعة هي الأخرى، في ظل ضعف القوة الشرائية ما جعل الإقبال على الشراء متدنياً، ولجأت غالبية الأسر إلى إلباس أطفالها ثياب عيد الفطر.
وتدور على الأراضي اليمنية، منذ أكثر من 4 سنوات معارك عنيفة بين جماعة أنصار الله وقوى متحالفة معها من جهة، وبين الجيش اليمني مدعوما بتحالف عسكري من دول عربية وإسلامية تقوده السعودية من جهة أخرى.
وأسفر النزاع عن مقتل وجرح مئات الآلاف، في الوقت الذي تشير فيه الأمم المتحدة إلى حاجة أكثر من 22 مليون يمني لمساعدات عاجلة.