"قد يشكل خطرا إذا شاهده الشخص الخطأ"... آراء النقاد عن فيلم "الجوكر"

واكين فينيكس يهزم هيث ليدجر؟

ولكن كان لبطل فيلم "الجوكر"، الممثل الأمريكي، واكين فينيكس، النصيب الأكبر من مديح النقاد، فتحدثوا عن براعته في تجسيد هذه الشخصية النفسية المعقدة، مثلما أشار الناقد ديفيد روني من مجلة "هوليوود ريبورتر" الأمريكية، فقال: "إنه فيلم واكين فينيكس، فهو يسكنه بجنون ويتحول إلى حالة يرثى لها" وهو ما يحمل إشارة إلى أنه قد يهيمن على عرش الممثل الراحل، هيث ليدجر، الذي ظل عالقا في ذاكرة الجمهور بأدائه الأسطوري لـ"الجوكر" لمدة 11 عاما، منذ طرح فيلم "The Dark Knight".

كما أن الموقع السينمائي الشهير، "روتن توماتوز"، منح فيلم "الجوكر"، تقييما بلغ 88%، حتى قبل عرضه الجماهيري في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وهي دلالة أخرى على جودة الفيلم المنتظر من جانب عشاق "أمير الجريمة المهرج" وجمهور مجلات "دي سي" الهزلية.

ويروي الفيلم، أصول شخصية "الجوكر"، من وجهة نظر المخرج تود فيليبس، والظروف التي حولته إلى واحد من أعتى الأشرار في تاريخ القصص الهزلية، من خلال قصة "آرثر فليك"، المواطن الأمريكي الفقير خلال ثمانينيات القرن الماضي، الذي يكافح من أجل شق طريقه في مجتمع مدينة "غوثام"، بالعمل كمهرج أجير في النهار، أملا منه في أن يكون فنان "ستاند أب كوميدي" في المساء، إلا أنه يواجه سلسلة من الضغوطات النفسية والإهانات المتواصلة من جانب المجتمع، تكون السبب في ميلاد "الجوكر".

أفضل أفلام "باتمان"

وكتب الناقد ديفيد روني من مجلة "هوليوود ريبورتر" الأمريكية عن الفيلم: "إن الجو العام للفيلم رائع، فهو يسلط الضوء على الأداء المثير للقلق والغرابة لدى "فينيكس" الذي ينقل خفايا شخصية "الجوكر" بشكل مجنون ومخيف ينتقل بنا إلى مرحلة الشفقة. سيناريو الفيلم مكتوب بذكاء، ويرتكز على قصة تدور أحداثها في مدينة منقسمة بشدة مع أصداء أمريكا المعاصرة المفلسة أخلاقيا. قد يجذب الفيلم جمهورا عريضا يشمل أولئك الذين يحلقون خارج فضاءات أفلام الأبطال الخارقين".

واختتم ديفيد روني حديثه:

"هذا الفيلم هو أفضل أفلام قصص "باتمان" منذ فيلم "The Dark Knight" للمخرج كريستوفر نولان.

بينما اعتبر الناقد ديفيد إيرليش من موقع "إندي واير"، فيلم "الجوكر" بأنه أذكى اختراع لسينما " الأبطال الخارقين" منذ فيلم "The Dark Knight".

وأشار إلى أنه "نسخة أصلية حقيقية من المؤكد أن يتم تذكرها كواحدة من أكثر الأفلام الاستعادية في القرن الحادي والعشرين. الفيلم بمثابة صرخة حاشدة للتعبير عن الإحساس بالشفقة على الذات.

وقال "إيرليش" إن القصة مشتقة من أفلام مألوفة للغاية مثل "Taxi Driver" و"The King of Comedy"، حيث يستحق المخرج مارتن سكورسيزي الحصول على لقب منتج تنفيذي، فهو يمتلك هذا النوع من الروح الاستفزازية التي نادرا ما توجد في أي نوع من أنواع الترفيه السائدة.

وقد يعود تشبيه النقاد لفيلم "الجوكر" بفيلمي "The King of Comedy" و"Taxi Driver" إلى أن مخرجهما هو المنتج التنفيذي للفيلم، مارتن سكورسيزي.

ريجيم "فينيكس" ساعده على تقمص "الجوكر"

أما الناقد أوين غليبرمان من مجلة "فارايتي" الأمريكية، فقد أشاد بتحكم الممثل واكين فينيكس البدني والعاطفي للشخصية، مشيرا إلى أنه فقد الكثير من الوزن، بحيث تبرز أضلاع صدره وشفرات كتفه، مرورا إلى وجهه الغارق في الكآبة، حيث توجد الحواجب السوداء والخدود المتلاحمة والفم المطاطي.

وأمضى واكين فينيكس 8 أشهر في استكشاف كيف يتحول إلى "الجوكر" بضحكة مخيفة ومحب للفوضى، ولأن الدور ينطوي على فقدان قدر كبير من الوزن، فقد أدت خسارة "فينيكس" لوزنه قرابة 50 رطلا إلى إصابته بنوع من الجنون ساعده في الاستعداد لهذا الدور، كما صرح خلال مهرجان فينيسيا السينمائي.

وذكر "غليبرمان" أن "واكين فينيكس لعب دور الشخصية المهووسة عقليا والغير متماسكة، لكنه سيطر عليها بدرجة تفتن المشاهد".

وأوضح الناقد تيري وايت من مجلة "إمباير"، أن

"الفيلم عبارة عن دراسة حزينة، فوضوية، عن الأشخاص غير المرئيين الذي أدار لهم العالم ظهره، فتسلسل شخصية "آرثر فليك" يبدأ بالتطور شيئا فشيئا حتى يصل إلى أقصى درجات جموحه.

ويشير "وايت" إلى أنه "لا يجب أن ننسى قصة كيفية صنع الشرير، لكن ما كتبه المخرج تود فيليبس والكاتب المشارك سكوت سيلفر عن شخصية "الجوكر" يتطرق إلى التركيب العقلي والأخلاقي والعاطفي والجسدي للرجل الذي أصبح عليه".

قد يشكل خطرا للمشاهد الخطأ

أما الناقد بيتر سكيريتا من موقع "سلاش فيلم"، فكتب في نقده عن فيلم "الجوكر": "أداء مذهل، وموسيقى تصويرية رائعة، لكنني لست متأكدا أو ما يحاول أن يقوله. فيمكن أن يشكل خطرا إذا شاهده الشخص الخطأ. هناك بعض التقلبات الممتعة في الأحداث، ما يجعلني أرغب في رؤيتها مرة أخرى ومناقشتها.

وتستقبل صالات العرض السينمائية فيلم "جوكر" حول العالم، في 4 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو من بطولة واكين فينيكس وروبرت دي نيرو وزازي بيتس، ومن إخراج تود فيليبس.