نشر المجلس الأطلسي للبحوث تحذيرا أطلقه 9 دبلوماسيين أمريكان سابقين من احتمال سقوط أفغانستان في براثن "حرب أهلية شاملة"، إذا ما اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا بانسحاب القوات الأمريكية بالكامل من البلاد.
وقال الدبلوماسيون الأمريكان، بتقرير منشور عبر موقع المجلس الأطلسي للأبحاث إنه ينبغي أن يكون أي سحب كبير للقوات مشروطا بسلام نهائي في أفغانستان.
وتابع الدبلوماسيون قولهم "ينبغي ألا يمضي الانسحاب الأمريكي المبدئي طالما اعتقدت طالبان أن بإمكانها تحقيق النصر العسكري".
وأوضح التقرير أن الدبلوماسيين التسعة من بينهم 5 سفراء أمريكان سابقين في كابول، والمبعوث السابق الخاص لأفغانستان، ونائب سابق لوزير الخارجية.
وجاء تحذير الدبلوماسيين بعد يوم واحد من إعلان المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاد، عن مسودة اتفاق مبدئي مع "طالبان" على سحب مبدئي لنحو 5 آلاف جندي أمريكي.
وامتنع خليل زاد، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز" من تحديد فترة بقاء القوات المتبقية من بين زهاء 14 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا مرارا إن الانسحاب سيكون "بشروط".
وفي المقابل، ستلتزم حركة "طالبان" بمنع تنظيم "القاعدة" المتحالف معها منذ عقود أو الجماعات المتشددة الأخرى من اتخاذ أفغانستان منصة انطلاق لشن الهجمات.
وعبر ترامب بوضوح عن حرصه على سحب كل القوات الأمريكية وإنهاء أطول حرب تخوضها واشنطن، والتي بدأت بغزو أمريكي للبلاد بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وقال خليل زاد إنه ينبغي أن يوافق ترامب على المسودة قبل أن يتسنى توقيعها.
واستبعد خليل زاد كابول من المشاركة في تسع جولات من المحادثات الأمريكية مع طالبان في قطر. لكنه قال إن الحكومة الأفغانية ستكون جزءا من مفاوضات بشأن تسوية سياسية مع طالبان التي ترفض حتى الآن الالتقاء وجها لوجه مع المسؤولين الأفغان.
وكتب الدبلوماسيون الأمريكيون السابقون يقولون إن الإبقاء على وجود عسكري أمريكي قوي سيكون له "تأثير مهم على فرص نجاح مفاوضات السلام".
وأضافوا
"من غير الواضح إن كان السلام ممكنا. لم تدل طالبان بتصريحات واضحة عن الشروط التي ستقبل بموجبها بتسوية سلمية مع رفاقهم الأفغان وليس لهم تاريخ من العمل مع قوى سياسية أخرى".
وتابعوا "هناك نتيجة أسوأ بكثير من الوضع الراهن ألا وهي العودة إلى الحرب الأهلية الشاملة، التي عصفت بأفغانستان وهو أمر قد يخلف انهيار المفاوضات إذا ما سحبنا الكثير من الدعم من الدولة الأفغانية".
وقالوا إن "أي حرب أهلية جديدة، قد تكون كارثية بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، لأنها ستشهد على الأرجح استمرار التحالف بين طالبان والقاعدة، وستسمح للفرع المحلي لتنظيم داعش بتوسيع نفوذه".
وقال متحدث الرئاسة، صديق صديقي، عبر حسابه على "تويتر"، اليوم الأربعاء: إن "الحكومة الأفغانية تدعم أية تطورات في مجال عملية السلام تؤدي لإحلال السلام المستدام وتنهي الصراع في أفغانستان، لكن مصدر القلق الأساسي للحكومة الأفغانية هو فيما يتصل بالاتفاقية بين الولايات المتحدة وطالبان وكيفية مواجهة التداعيات والأخطار المنبثقة عنها".
وتابع صديقي: "المسؤولون السابقون وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين أعربوا كذلك عن قلقهم حول التداعيات المترتبة عن هذه الاتفاقية، والحكومة الأفغانية تريد إيضاحات حول هذه الوثيقة لكي نستطيع تحليل الأخطار والعواقب المؤسفة الناتجة عنها ونمنع وقوعها".