الأقصر - سبوتنيك. ويرجع تاريخ بناء المقبرتين إلى الأسرة التاسعة عشر والأسرة العشرين (بين القرنين الثالث عشر والثاني عشر قبل الميلاد).
تعود المقبرة الفرعونية الأولى التي تحمل رقم (TT159) لشخص يدعى رعيا، وشغل منصب الكاهن الرابع لآمون في الأسرة التاسعة عشر، فيما الثانية التي تحمل رقم (TT 286)، فترجع لشخص حمل لقب كاتب المائدة في الأسرة العشرين.
وتولت وزارة الآثار المصرية إعادة ترميم المقبرتين بمشاركة برنامج المعونة الأمريكية لمصر.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري في تصريح لوكالة "سبوتنيك، إن "برنامج المعونة الأمريكية على مدى العامين الماضيين، أجرى عملية تفقد لتحديد المقابر، التي تحتاج إلى ترميم وبالفعل وقع اختيارهم على هاتين المقبرتين".
وأوضح وزيري أن "المقبرة الأولى تعود لشخص يدعى رعيا أو رع اَي، وهو من الأسرة التاسعة عشر، في فترة الرعامسة وكان يحمل لقبا هاما وهو الكاهن الرابع لآمون، وتضم المقبرة مشاهد للحياة اليومية، ومشهد النائحات أمام صاحب المقبرة وزوجته إلى جانب مشاهد تقديم القرابين".
وتابع "المقبرة الثانية، وهي تعود لشخص يدعي نياي من الأسرة العشرين، وكان الرجل يحمل لقب كاتب المائدة، وهو من الألقاب الهامة التي انتشرت في الفترة من الأسرة التاسعة عشر إلى الأسرة العشرين".
وأشار وزيري إلى أن "المقبرتين كانتا في حالة سيئة جدا، وخلال أقل من عامين استطاع المرممون المصريون أن يخرجا بالمقبرتين إلى النور".
ولفت وزيري إلى أنه "تم افتتاح المقابر بنفس تذاكر المنطقة، ومن اليوم يستطيع السياح زيارة هاتين المقبرتين ضمن زيارته للمقابر في منطقة ذراع أبو النجا".
وخلال مؤتمر صحفي للإعلان عن افتتاح المقبرتين، قال وزير الآثار المصري خالد العناني إن "وزارة الآثار لديها خطة واضحة جدا بفتح مقاصد سياحية جديدة لجذب أعداد أكبر من السائحين، من خلال فتح مواقع أثرية جديدة للزيارة".
واستغرقت أعمال ترميم المقبرتين وتأهيلهما للزيارة نحو عامين، من يناير/كانون الثاني 2015، وحتى نهاية حزيران/ يونيو 2017، وشملت أعمال الترميم تثبيت ألوان المقبرتين وتنظيف الموقع وبناء بنية تحتية للزائرين، بتكلفة بلغت 16 مليون جنيه (نحو مليون دولار أمريكي).
وقال أحد المرممين الذي شاركوا في عملية ترميم المقبرتين، ويدعى أحمد علي، لوكالة سبوتنيك، "بدأت العمل مع مركز البحوث الأمريكي، وأعمل يوميا لمدة اقتربت من عامين كاملين لترميم هاتين المقبرتين"، موضحا أن "العمل كان يجري ضمن فريق".
وأضاف "التعامل مع الأثر يجب ان يكون تعاملا راقيا، كما نتعامل مع البشر، حتى نستطيع ان نفهم منه الفترة التي يمثلها هذا الأثر".
وتقع منطقة ذراع أبو النجا على الضفة الغربية من مدينة الأقصر، وهي منطقة تحتوي على مئات من مقابر النبلاء التي يرجع تاريخها إلى المملكة الوسطى، وفترات مختلفة من عصور الأسرات 18 - 26 وعصر البطالمة.
وفِي عام 2006 نُقل السكان المحليون من هذه المنطقة، وعملت وزارة الآثار على التوسع في ترميم مقابر هذه المنطقة وفتحها للزيارة، إلا أن كثير من أعمال الترميم هذه تتم بمساعدة السكان المحليين، فوفقا لبيانات برنامج المعونة الأمريكية، وفرت أعمال ترميم المقبرتين اللتين تم افتتاحهما اليوم ما يقرب من 537 فرصة عمل للعمال المحليين في المنطقة.