وذكر المركز الأورشليمي لشؤون الجمهور والدولة الإسرائيلي، أول أمس الخميس، أن تركيا تجري تقييما شاملا لموقف أو وضع مكتب حركة حماس في إسطنبول، بعد معلومات استخباراتية خطيرة.
تورط حمساوي
وأورد المركز أنه على الرغم من توتر العلاقات التركية الإسرائيلية، خاصة إبان عهد أو فترة ولاية الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، فإن العلاقات الاستخباراتية بين البلدين ما تزال قائمة، مؤكدة أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد كشف عن التعاون الاستخباراتي بين الطرفين، نهاية الأسبوع، ومفاد تلك المعلومات بأن إسرائيل زودت أردوغان بمعلومات استخبارية عن هجمات "إرهابية خطط لها تنظيم "داعش" لتنفيذها في تركيا.
وأوضح المركز الإسرائيلي الذي يتخذ من مدينة القدس المحتلة مقرا له، أن إسرائيل أطلعت تركيا على نشاط مكتب حماس في تركيا، ومقره في إسطنبول، وهو النشاط الذي يتعلق بالتخطيط للقيام بهجمات إرهابية ضد إسرائيل، على عكس الاتفاق الأمني بين الدولتين.
مطالب إسرائيلية
وأكد المركز في تقريره المطول أن تركيا رفضت من قبل، غير مرة، قبول الطلب الإسرائيلي الخاص بإغلاق مكتب حماس في إسطنبول، مع وعد بأنها تشارك في نشاط سياسي فحسب، في حين اتفقت تل أبيب على ألا تستهدف نشطاء حماس على الأراضي التركية.
عمليات إرهابية
وادعى المركز الإسرائيلي أن مكتب حماس في إسطنبول مسؤول عن عدة عمليات "إرهابية" ضد إسرائيل، منها خطف وقتل 3 شبان إسرائيليين في مستوطنة "غوش عتصيون" في صيف العام 2014، وقتل زوجين في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2015.
ونقل المركز عن صحيفة "إندبندنت Independent" ، الصادرة بتاريخ الثالث من سبتمبر/أيلول، أن نزاعا نشأ مؤخرا بين القيادة التركية وحركة حماس، وأن الأتراك طلبوا توضيحات بشأن عدة هجمات ضد إسرائيل وضد السلطة الفلسطينية، والتي تم توجيهها من قلب تركيا، وهو الأمر الذي يتناقض مع التفاهمات بين تركيا وبين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقد سلمت إسرائيل، في الآونة الأخيرة، تقارير مخابراتية لتركيا عن نشطاء عسكريين، مثل نضال دوابشة وعبد الرحمن غنيمات.
ارتباك فصائلي
ونقل المركز الإسرائيلي عن مسؤول كبير في حركة حماس أيضا أن تركيا تعيد بدورها، في هذه الآونة، تقييم علاقتها من جديد مع الحركة الفلسطينية، بسبب نشاط المنظمة العسكري وعمليات تحويل الأموال من تركيا، فضلا عن غضب عدد من كبار المسؤولين في الحزب الحاكم "حزب العدالة والتنمية" التركي، بسبب وجود حماس في تركيا، بدعوى أنه يضر بالمصلحة الوطنية.
محور المقاومة
وعزى المركز الإسرائيلي هذا الأمر إلى أن حماس تعمل مع ما يسمى بـ"محور المقاومة"، الذي يضم إيران وحزب الله اللبناني وسوريا، موضحا أن لتركيا علاقة جيدة مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، في حين أن إسماعيل هنية الرئيس الحالي، ويحيى السنوار المسؤول عن قطاع غزة في الحركة، قريبان من القيادة الإيرانية.
الخارجية الإسرائيلية
ويشار إلى أن يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، قد صرح في حوار مطول مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في الخامس من الشهر الجاري، أن إسرائيل أمدت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بمعلومات استخبارية حول عمليات أراد تنظيم "داعش" تنفيذها في تركيا - ذكر "داعش" وليس حركة حماس.