الأقصر - سبوتنيك. فيما يعود السادس إلى الملك أمنحتب الثالث، رغم اعتقاد كثير من المتخصصين أن التمثال لرمسيس الثاني أيضا.
إلا أن تماثيل رمسيس الثاني التي ظلت محطمة لسنوات طوال أثارت جدلا بعد ترميمها وإعادة نصبها في واجهة المعبد، لأن أحد هذه التماثيل التي أعيد ترميمها مؤخرا يقف في الوضع الأوزيري "وضع الموت" عند المصريين القدماء، حيث تتساوى قدمي التمثال، وهو ما يخالف تقليدا متأصلا في كل المعابد المصرية بعدم وضع تماثيل الملوك في الوضع الأوزيري في واجهة المعابد.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت وزارة الآثار المصرية ترميم التمثال السادس والأخير في الواجهة الأمامية للمعبد، وهو التمثال الذي يتخذ الوضع الأوزيري، وأثار التمثال جدلا لوجوده في واجهة المعبد، لكن وزارة الآثار دافعت عن موقفها، مؤكدة أنها أعادت نصبه في نفس المكان الذي وجدت فيه حطام التمثال في واجهة المعبد.
أمر آخر يثير الجدل بشأن هذا التمثال، وهو عدم وجود مقابل له في الجهة الأخرى، حيث تتكون واجهة معبد الأقصر من جدارين ضخمين بينهما ممر للدخول إلى المعبد، أمام الجدار الأيمن يوجد تمثال للملك أمنحتب الثالث، إلى جانبه تمثالين للملك رمسيس الثاني، أحدهم في الوضع الحربي –أحد قدميه تتقدم على الثانية- والتمثال الثاني في وضع جالس، يقابلهم تمثالين مشابهين للملك القديم أمام الجدار الأيسر في الوضع الحربي أيضا والوضع الجالس، وإلى جانبهم التمثال المرمم حديثا في الوضع الأوزيري.
تجدد النقاش ثانية حول تماثيل رمسيس الثاني في الوضع الأوزيري بمعبد الأقصر، بعد إعلان الوزارة العثور على حطام تمثالين آخرين لرمسيس الثاني، في الواجهة الغربية للمعبد، وكلاهما يتخذ أيضا الوضع الأوزيري.
وقال المدير العام لمعبد الأقصر، أحمد عربي، لوكالة "سبوتنيك":
إنه في البداية يجب الإشارة إلى أن الوضع الأوزيري هو اسم وضع الموت، ومشتق من اسم الإله أوزوريس إله الموت عند المصريين القدماء، والاعتراض بالأساس على أن تماثيل الملوك عادة لا توضع في واجهة المعابد بالشكل الأوزيري، وهذا التمثال تحديدا تم نقله، لكن لا نستطيع أن نحدد في أي عهد تم نقله، وحين تمت إعادة ترميمه، تم تنصيبه في المكان الذي عثرنا فيه على حطام التمثال.
ويوضح عربي "هذا التمثال (الذي يتخذ الوضع الأوزيري في واجهة المعبد) عثر عليه الباحث المصري الدكتور محمد عبد القادر، الذي أجري حفائر في المنطقة من عام 1958 إلى عام 1962"، مشيرا إلى أنه في ذلك الوقت" عثر على 3 تماثيل فقط، وهي التماثيل الثلاثة التي سجلها علماء الحملة الفرنسية حين جاءوا في مصر (في القرن الثامن عشر)، حيث سجلوا وجود 3 تماثيل فقط، ومسلتين وفتحات لساريات الأعلام في جدران واجهات المعبد".
ولفت إلى أن "الرديم كان يغطي هذه المنطقة بالكامل، وحين بدأ الدكتور محمد عبد القادر حفائره، أخرج جزءا من طريق الكباش وبقايا 3 تماثيل للملك رمسيس الثاني".
وتابع مدير معبد الأقصر، قائلاً:
ما كان يقال سابقا هو أن المعبد لا يوجد به تماثيل أوزيرية من الأساس، لكن بعد ترميم التمثال في الواجهة الأمامية وجدنا قطع من تمثالين آخرين في الوضع الأوزيري، ووجدنا قطع من حطامهما.
ويؤكد عربي "لا نعرف تحديدا متى تم نقل التماثيل بالوضع الأوزيري من داخل المعبد إلى واجهته، لكن الأكيد أن لدينا أدلة تثبت وجود تماثيل بالوضع الأوزيري في المعبد".
في السياق ذاته، وخلال جولة بالمعبد، قال وزير الآثار المصري خالد العناني:
إن هذا الموضوع ما زال بحاجة إلى دراسة، ونحتاج إلى نقاش علمي حوله، لكن في النهاية يجب أن نوجه الشكر إلى من يعملون الآن على ترميم تماثيل متروكة منذ خمسينيات القرن الماضي، وإعادتها إلى أماكنها.
جدير بالذكر أن الملك رمسيس الثاني يعد أحد أكثر ملوك مصر القديمة شهرة وآثارا، حكم مصر لنحو 67 عاما في الفترة من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد، وهو ينتمي للأسرة الفرعونية التاسعة عشر.
خلال فترة حكمه، قاد عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام، وبني عدد ضخم من المباني والمعابد والتماثيل أشهرها معبد أبو سمبل في محافظة أسوان، جنوبي البلاد، ولكثر المنشآت العمرانية التي بناها، يشار إليه في بعض الكتب التاريخية بـ"بناء مصر الأول".
كما بني رمسيس عددا كبيرا من المسلات، أشهرها مسلتين، إحداهما تزين واجهة معبد الأقصر والثانية تنتصب في ميدان الكونكورد بالعاصمة الفرنسية باريس.