قال مراسل "سبوتنيك" في محافظة الحسكة إن تنظيم "قسد" بدأ حملة واسعة لاعتقال الشبان العرب في مناطق ومدن محافظات شرق الفرات (الحسكة- الرقة- دير الزور)، بهدف سوقهم إلى معسكرات "التجنيد الإجباري" للمشاركة فيما يسمى "قوات الدفاع الذاتي" التابعة للتنظيم.
وبين المراسل أن ما يسمى "الشرطة العسكرية" وقوات "الأسايش"، الذراعان الأمنيان التابعان لـ "قسد"، اعتقلا خلال الساعات الماضية عشرات الشبان من أبناء العشائر العربية على حاجزي "النعمتلي" و"علايا" شرقي مدينة القامشلي، وعلى حاجز "الصباغ" وموقف "السرافيس" العامة عند حديقة "القدس" ودوار "مرشو" ودوار "الكهرباء" و"النشوة" في مدينة الحسكة.
كما شن التنظيم اعتقالات مشابهة للشبان العرب على حواجز "الجنوبي" و"الصومعة" و"البترول الشرقي" و"الكازية الشمالية" ببلدة "تل حميس" بريف الحسكة، وساقهم فورا إلى معسكرات "التجنيد الإجباري" المنتشرة في مناطق المحافظة، وخصوصاً معسكرا "تل بيدر" و"تل عدس" و"فوج الحسكة".
وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية جوزيف دانفورد قال الأسبوع الماضي: إن بلاده تحتاج إلى تدريب ما بين 50 ألف و60 ألف من القوات المحلية لـ "ضبط الأمن شمال شرقي سوريا"، موضحا أنه "ربما دربنا نصف هذا العدد حتى الآن".
حملة مفتوحة
ونقل المراسل عن مصادر محلية في مدينة الحسكة أن "حملة الاعتقالات الجديدة التي أطلقها تنظيم قسد، بدأت يوم 15 أيلول الحالي ولن تنتهي حتى نهاية العام وذلك بهدف اعتقال أكبر عدد ممكن من الشبان العرب وسوقهم إلى المعسكرات قبل فرزهم على نقاط مواقع سيطرة التنظيم في مناطق شرق الفرات.
وأشار المراسل إلى أن عددا كبيرا من الشبان ضمن الأعمار المستهدفة بحملة "التجنيد الإجباري" غادروا منازل ذويهم وقراهم الواقعة تحت سيطرة تنظيم "قسد" والتجؤوا إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري بمدينتي الحسكة والقامشلي هربا من الوقوع بقبضة عناصر التنظيم الانفصالي.
معسكرات جديدة
وفي السياق نفسه قال المراسل: إن تنظيم "قسد" يعمل حاليا على تجهيز بناء شركة مياه الرصافة الحكومي (سابقا) في منطقة وادي الرمل بحرم بحيرة سد الباسل، جنوبي الحسكة بعد احتلاله، وتحويلها إلى معسكر تدريب واعتقال جديد.
وبينت مصادر أهلية لـ "سبوتنيك" أن تنظيم "قسد" حذر أهالي القرى الواقعة في محيط السد من عدم الاقتراب من الموقع المذكور وذلك بسبب تحويل الحرم إلى حقل للرماية والتدريب.
تجنيد أطفال مخيم الهول
وفي ذات المنحى، كشفت مصادر تعمل بمجال الإغاثة داخل مخيم الهول الواقع جنوبي شرقي الحسكة الواقع تحت سيطرة تنظيم "قسد" لمراسل "سبونتيك" عن قيام التنظيم بنقل وعزل أكثر من 200 طفل تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، منهم من أطفال عناصر تنظيم "داعش" ومن جنسيات مختلفة، وآخرون أيتام سوريون واقتادتهم لجهة مجهولة.
وعبرت المصادر الإغاثية عن تخوفها من قيام " قسد" بنقل هؤلاء الأطفال إلى أحد معسكراتها بريف مدينة المالكية شمال شرقي الحسكة وذلك لتجنيدهم للقتال في صفوفها، بعد إخضاعهم لتدريبات عسكرية على الأسلحة بإشراف قوات "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول، سيرغي رودسكوي، أكد نهاية شهر تموز الماضي أنه: "بالإضافة إلى تدريب المسلحين، تنشغل الهياكل الأمريكية في سوريا بنهب المنشآت النفطية والحقول في منطقة الفرات التابعة للحكومة السورية الشرعية".
وأضاف رودسكوي "يتم استخراج وبيع النفط السوري من حقول "كوناكو" و"العمر" و"تاناك" الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات. هناك مخطط إجرامي لنقل النفط السوري عبر الحدود، يحدث ببساطة نهب الثروة الوطنية السورية".
ومنذ سيطرته على شرق الفرات، قام الجيش الأمريكي بدعم ذراعه المحلية "قسد" في احتلال مباني الدوائر والمؤسسات الحكومية والعسكرية والشرطية السورية وتحويلها إلى مراكز أمنية للفصائل الكردية الانفصالية ومن هذه المباني (مبنى مديرية الأحوال المدنية في محافظة الحسكة (النفوس) وفرع شركة محروقات (سادكوب) ومديرية الصناعة والهيئة العامة للرقابة والتفتيش ومركز حبوب غويران وفرعا شرطة الهجرة والجوازات والمرور والسجن المركزي) وذلك رغم المطالبات الكثيرة لإعادتها للعمل لما لذلك من أثر كبير على الحياة اليومية للمواطنين في المحافظة".
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أعلن نهاية شهر تموز يوليو الماضي، أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق آلاف السوريين شرقي البلاد، بغطاء من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش".
وأضاف المرصد (مقره جنيف)، في تقرير، أن تلك الجرائم مستمرة حتى هذه اللحظة، بدعم وتنسيق غير مبررين من قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تدعم قوات "قسد" عسكريًا منذ تأسيسها.