وشهد حفل الافتتاح تقديم مينا مسعود أول جائزة في عمر مؤسسته "Eda"، التي تم إطلاقها بهدف دعم الفنانين اللذين ينتمون إلى أعراق مختلفة ممن يستحقون الدعم في مجال التمثيل، ولكن نظرا لأصولهم وجنسياتهم تقابلهم صعوبات في التواجد على الساحة الفنية العالمية.
بماذا تصف مشاعرك وأنت تشارك لأول مرة في مهرجان فني كبير في بلدك الأم مصر بعد غياب طويل عنها؟
سعيد جدا، وأشعر بالفخر لوجودي بمهرجان الجونة السينمائي، وليلة الافتتاح كانت ليلة رائعة، وكنت متحمسا بشكل كبير لحضوري المهرجان وانبهرت بحجمه فلم أكن أتخيل أن الأمر بهذا الحجم، كما أنني سعدت كثيرا لوجودي على نفس السجادة الحمراء التي يتواجد عليها النجوم المصريين المفضلين لدي في صغري فهم يمثلون بالنسبة لي مكانة كبيرة جدا.
كممثل محترف يحضر العديد من المهرجانات العالمية، ما هو تقيمك لمهرجان الجونة السينمائي؟
حقيقي فخور بمهرجان الجونة وبتنظيمه الكبير، ولم أكن أتخيل هذا المستوى الرائع. مؤكد أنه في الكثير من الأحيان يكون هناك بعض الملاحظات ولكن بشكل عام مهرجان الجونة لا يقل عن المهرجانات العالمية.
من هم النجوم التي سعدت بوجودهم إلى جوارك على السجادة الحمراء لمهرجان الجونة؟
"سعدت جدا" بالفنانة يسرا وهاني رمزي ومنى زكي، فجميعهم أحمل لأفلامهم العديد من الذكريات الجميلة وأعمالهم شكلت الكثير من وجداني خاصة وأنني مرتبط بالفن المصري وأحبه، وتقريبا الكوميدان الكبير عادل إمام أكثر فنان شاهدت أفلامه مرارا وتكرارا.
غيابك عن مصر طال لعشر سنوات، أليست مدة طويلة؟
نعم 10 سنوات هي مدة طويلة، ولكنني كنت مشغولا بشكل كبير في تلك الفترة، حتى أن والدي ووالدتي زارا مصر خلال هذه الفترة، ولكن انشغالي لم يتح لي الفرصة للعودة لمصر قبل وجودي لحضور مهرجان الجونة.
الأمر كان خارج عن إرادتي، فكل وقتي كان مخصصا للدراسة والعمل في أحد المطاعم من أجل توفير مصاريف الدراسة الجامعية، وبالتالي لم أكن أريد أن أضيع وقتا في السفر، خاصة وأنني تكفلت بمصاريف دراستي، بعدما تركت مجال دراستي لأدرس الشيء الذي أحبه وأعشقه وهو التمثيل، وبالتالي كنت أريد أن أثبت نفسي، وربما الآن أستطيع أن أحقق حلمي في أن أجول العالم أجمع ولا أترك بلدا إلا وأزوره، فهي واحدة من أمنياتي، إلى جانب أنني أتمني أن أعمل في مجال التمثيل حتى آخر العمر مثل النجم المصري الكبير عادل إمام.
دائما ما تأتي على ذكر الفنان الكبير عادل إمام، وقلت في تصريحات أنه مثل الممثل الكوميدي الأمريكي الراحل روبن وليامز، فما السبب؟
مسيرة الفنان الكبير عادل إمام مسيرة حافلة بالكفاح والتعب والعمل والنجاح أيضا، فقد بدأ مشواره الفني منذ أن كان يقدم مشهدا واحدا، وبالتالي هو واحد من أهم النجوم الملهمين لأي ممثل يريد أن يشق طريقه للوصول إلى هدفه، لذا فأنا أحب عادل أمام وأتمنى العمل معه أيضا إذا كانت هناك فرصة لذلك.
من أيضا من النجوم المصريين تتمنى أن يجمعك به عمل سينمائي في مصر؟
لا أعرف الأجيال الجديدة في مجال التمثيل في مصر، ولكن أسمع من والدتي وأقاربي أن هناك أجيالا جديدة في مجال التمثيل وجميعهم رائعين، ولكنني على المستوي الشخصي أتمنى العمل مع النجم عادل إمام والنجمة يسرا، وأحب أيضا أن أعمل مع الفنان أحمد السقا، فأنا أحب أفلامه جدا، وكنت أستمتع بمشاهدة مشاهد الأكشن التي يقدمها في أفلامه بمصر.
قدمت بحفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي جائزة باسم مؤسستك "eda"، فما هو نشاط تلك المؤسسة؟
"eda" هي مؤسسة لا تهدف للربح، والهدف منها هو أن تقدم المساعدة لفنانين من أعراق مختلفة ممن يصعب عليهم شق طريقهم للوصول لأحلامهم، والجائزة التي قدمت بحفل افتتاح الجونة وذهبت إلى الممثلة المغربية نسرين الراضي عن دورها بفيلم آدم، هي جائزة ثابتة ستوزع كل عام ضمن فاعليات مهرجان الجونة السينمائي".
وأردف:"لكن الأمر لا يقف فقط عند تقديم جائزة، وإنما من المقرر أن تجمع تلك المؤسسة أموالا لمساعدة هؤلاء الفنانين ممن يجدون صعوبة للوصول إلى أحلامهم نتيجة لأصولهم وأعراقهم المختلفة، وحرصي على إنشاء تلك المؤسسة هو بكل تأكيد لما عانيته في مشواري بسبب اختياري في أدوار نمطية طبقا للون بشرتي أو لأصولي المصرية والعربية، فالبعض قد يتخيل أن دخولك عالم السينما العالمية أمر سهل ولكن على العكس تماما الأمر صعب جدا ويخضع للعديد من المعايير المختلفة لذا الكثير من الفنانين من أصول مختلفة بمعنى أن غير الأمريكيين يواجهون صعوبة شديدة في الحصول على الأدوار في مجال السينما".
شاركت في مبادرة "اتكلم مصري"، فما هو دورك بها بالتحديد؟
مبادرة "اتكلم مصرى" أطلقتها وزارة الهجرة، ومن المقرر أن أقوم بتصويرها فور عودتي إلى القاهرة والمبادرة تهدف إلى ربط المصريين المقيمين بالخارج بهويتهم الوطنية المصرية، من خلال تعلم اللهجة المصرية واللغة العربية، وأريد أن أقول للمصريين ممن لا يتحدثون اللغة العربية إنه لا بد أن تتمسك بلغتك وأن تحافظ عليها وتفخر بها أيضا، فلا أتصور كيف لشاب مصري أو شابة مصرية لا تعرف لغة بلدها أو لا تعرف أن تتحدث بها حتى ولو بنسبة معقولة".
"لقد تعجبت جدا عندما علمت أن هناك مصريين لا يتحدثون بالعربية، ويكتفون فقط بالتحدث بلغات أجنبية، فأنا على المستوى الشخصي أفخر بمصريتي وأحب الفن المصري وأتواصل مع أصدقائي المصريين وأحافظ على ألا أفقد الرابط بين أصولي والمجتمع الذي أعيش به".
أجرى اللقاء: محمد قنديل
