واجتمع مواطنون ومقيمون في الإمارات على مختلف أعمارهم، في مركز محمد بن راشد للفضاء، وذلك لمتابعة البث المباشر الأول لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، من محطة الفضاء الدولية.
ومن ضمن الأسئلة التي رد عليها المنصوري، كان سؤال أحد الطلبة المتابعين للبث، عن طريقة تناول الطعام في الفضاء، فقال المنصوري: "الطعام هو نفسه الذي نتناوله على الأرض، ولكن طريقة تناوله في الفضاء صعبة، حيث إن الكميات محدودة، سواء من الطعام أو المياه، فضلاً عن ضرورة تجهيز الطعام بطريقة معينة، ولابد من الانتباه بشدة، بسبب انعدام الجاذبية، حتى لا يطير الطعام، مشدداً على أهمية عدم الإكثار من تناول الطعام في الفضاء".
وفي رده على طالب آخر، حول العمل على متن محطة الفضاء الدولية، وطريقة الاستقبال عليها، قال المنصوري: "المحطة هي مكان للتجارب العلمية، خصوصاً حول التغيرات التي تطرأ على أجسام رواد الفضاء، وعلى أجهزة معينة"، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يتحدث خلاله عبر البث المباشر، فإنه يجري تجربة علمية، حول أثر انعدام الجاذبية على جسم الإنسان، وسيجري تجارب أخرى خلال الأيام المتبقية من رحلته، ومنها دراسة تأثير الجاذبية على العظم والأعضاء، والسوائل في الجسم.
وأضاف :"أن رواد الفضاء الموجودين على متن المحطة استقبلوه وزميليه الأمريكية والروسي استقبالاً حافلاً، لافتاً إلى التعاون بين عدد من رواد الفضاء على متن المحطة على اختلاف جنسياتهم، ولغاتهم".
وعن شعوره، وهو يعمل في بيئة تنعدم فيها الجاذبية، قال المنصوري، إنه يشعر بسعادة بالغة، مضيفاً: "ببساطة أنا أطفو، وفي هذه الحالة تشعر بأنك في حلم، إذ أن مجرد دفعة بسيطة تستطيع تغيير مكانك، ومن ثم رائد الفضاء يتعلم كيف يتحرك في هذه البيئة الجديدة".
ولفت المنصوري إلى أنه بعد انطلاقه إلى محطة الفضاء الدولية، شاهد الكرة الأرضية، ما شعر معه بحالة من السعادة لما يراه من غيوم بيضاء ويابسة وجبال وبحار ومحيطات، وما زاد من سعادته أنه رأى دولة الإمارات العربية المتحدة من أعلى، حيث رأى جزيرة النخلة، وغيرها من معالم الدولة "فهذا حُلمي في الطفولة يتحقق"، مؤكداً أن رواد الفضاء كانوا ينتظرون اللحظة التي يمرون خلالها فوق دولة الإمارات".
وفي رده على سؤال الطفلة، مريم بن جرش، حول نصيحته لأي شخص يريد أن يصبح رائد فضاء، قال المنصوري: "إن أول خطوة لأي شخص يريد أن يصبح رائد فضاء، هي أن يحلم بذلك، ثم يضع الحلم هدفاً أمامه لتحقيقه بالدراسة التي تبدأ من البيت، فهو الداعم الأول لأبنائه، ثم دعم المدرسة، ولابد لهذا الشخص أن يكون متميزاً في دراسته، ويتمتع بصحة جيدة، ويسعى إلى التميّز في العمل من دون نسيان دور اللياقة الصحية والحصول على دعم الأهل"، لافتاً إلى أن رائد الفضاء لا يُشترط له مؤهل علمي محدد، ولكن إذا كان يحمل مؤهلاً في التخصصات الهندسية، فإن ذلك يكون أفضل.
وكان المنصوري بعث برسالة صوتية إلى المحطة الأرضية فور وصوله محطة الفضاء الدولية.