أفادت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، نقلا عن ناشطين وشهود عيان من التظاهرات في العاصمة، ومدن محافظات ذي قار، وميسان، والبصرة، وواسط، والديوانية، بإن حملات اعتقال لازالت تلاحق المتظاهرين الذين شاركوا للمطالبة بتغيير الحكومة، وإقالة رئيسها عادل عبد المهدي.
كشف الناشط حسنين المنشد، وهو أحد المتظاهرين المشاركين في تظاهرة ميسان جنوبي البلاد، في حديث لمراسلتنا، عن اعتقال متظاهرين إثنين، في المحافظة، بعد محاولات القوات الأمنية تفريق المتظاهرين من أمام مبنى المحافظة.
وأكد المنشد، أن التظاهرة سلمية، والمشاركون رفعوا العلم العراقي، وصورة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، تنديدا بتجميد منصبه وإحالته إلى وزارة الدفاع.
وأضاف المنشد، أن التظاهرة شارك بها المئات من أبناء المحافظة، خرجوا ضد سياسات الحكومة، مطالبين بتغييرها، أسوة بمطالب المتظاهرين في باقي المحافظات.
ومن محافظة ذي قار، وسط البلاد، وأفاد الناشط صادق السهل، أيضا من المشاركين في التظاهرات التي مازالت مستمرة حتى الآن، في حديث لمراسلتنا، بإصابة متظاهرين إثنين، إثر الرصاص الحي الذي أطلق من جانب الأجهزة الأمنية لتفريق المتظاهرين.
وأضاف السهل، كما أصيب العشرات من المتظاهرين، إثر القنابل المسيلة للدموع، والفلفل الأحمر الحار، مع حملة اعتقالات كبيرة جدا طالبت المشاركين في التظاهرة من أمام مبنى المحافظة في الناصرية "مركز ذي قار"، جنوبي العاصمة بغداد.
وعلمنا من عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، بإن تظاهرات محافظة واسط، وسط البلاد، شهدت اعتقال 30 متظاهرا، مع أعمال شغب، وإصابات بين المتظاهرين، مع جرح 6 من منتسبين الأجهزة الأمنية.
من جهته أكد الناشط علي المعلم، من البصرة، في تصريح لمراسلتنا، اليوم، أن التظاهرات قد منعت في المحافظة، أقصى الجنوب، وهناك أمر اعتقال أي شخص يريد التظاهر.
وأكمل لمعلم، حدث هذا صباح هذا اليوم، حيث قامت القوات باعتقال 11 شخص في ساحة العروس، بمركز البصرة، وإجبارهم على توقيع تعهد بعدم التظاهر إلا بأخذ موافقة رسمية.
انطلقت تظاهرة، في وسط العاصمة بغداد، صباح اليوم الثلاثاء 1 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد تحشيد لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتويتر، و"إنستغرام"، لإقالة رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي.
وبدأ المتظاهرون بالتوافد إلى ساحة التحرير قبالة نصب الحرية، في قلب العاصمة بغداد، منذ ساعات الصباح الأولى، وهم يحملون العلم العراقي، بالتزامن مع انطلاق تظاهرات في محافظات وسط وجنوبي البلاد، اليوم.
وكشف الناشط البارز من العاصمة، حميد جحجيح، وهو أحد المشاركين في التظاهرة، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم، عن مطالب المتظاهرين، والأسباب التي دعت لخروجهم للتظاهر، قائلا:
إن تظاهرة الأول من أكتوبر، جاءت نتيجة طبيعية لفشل حكومة عبد المهدي في تنفيذ برنامجها الحكومي، خلال عام من عمر حكومته لم تنجز أي شيء مهم في الملفات الكبيرة، وانحصر إنجازها برفع صبات الكونكريت، وفتح الشوارع، وذلك تحصيل حاصل لاستقرار الوضع الأمني".
وأضاف جحجيح أن الحكومة فشلت حتى في تكليف وزير للتربية خلال عام كامل، ناهيك عن تدهور قطاع الصحة، وإضعاف الأجهزة الأمنية.
🛑 #بغداد قمع المتظاهرين pic.twitter.com/VCoR89TiDK
— Firas W. Alsarray ⭕️ (@firasalsarrai) October 1, 2019
وتأتي التظاهرات هذه، التي انطلقت في محافظات البصرة، وذي قار، ومدن أخرى، إضافة إلى العاصمة بغداد، بعد أيام من التحشيد لها عبر صفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك ضمن الغضب الشعبي ضد تجميد مهام رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، وإحالته إلى أمرة وزارة الدفاع بأمر من رئيس الحكومة.