وأكد أحمد شوتري في حواره مع "سبوتنيك"، أن البرنامج يتضمن إعادة النظر في بناء الدولة الجزائرية على أسس ديمقراطية، وإقرار التعددية الحقيقية، والتداول السلمي للسلطة، وحرية الصحافة، والاحتكام للصندوق، وعدم التدخل في شؤون الأحزاب...
ما الدافع الرئيس الذي جعلك تقرر الترشح للرئاسة في الجزائر؟
بالتأكيد الترشح هو حق لكل مواطن عادي، فما بالك إذا كان يشتغل بالسياسة منذ فترة طويلة، وأي مرشح يريد الوصول إلى السلطة لتنفيذ برنامجه.
ما أهم الملفات التي يتضمنها برنامجك الانتخابي؟
لدي ملخص للبرنامج الانتخابي، تحت عنوان "من أجل بناء الدولة والمجتمع في الجزائر"، وذلك بعد تقويم الوضع في الجزائر.
إذن ما هي الجوانب الخاصة بالدولة تحت هذا الشعار؟
يركز البرنامج الانتخابي على إعادة النظر في بناء الدولة على أسس ديمقراطية، وإقرار التعددية الحقيقية، والتداول السلمي للسلطة، وحرية الصحافة، والاحتكام للصندوق، وعدم التدخل في شؤون الأحزاب.
وما الرؤية الخاصة بإعادة بناء المجتمع؟
فيما يتعلق بالمجتمع، يتضمن البرنامج توطيد اللحمة الاجتماعية، والدفاع عن الثوابت التي أقرها الدستور وتمكينها واحترامها، والنهوض بالتعليم المتدهور، وكذلك الصحة والصناعة والزراعة.
الحراك يتمسك حتى الآن برفض الانتخابات الرئاسية... فكيف ترى هذا الرفض؟
أنا أول من يؤيد الحراك، وضد بوتفليقة واستمرار نظامه، وفي الوقت الراهن فإن الحراك تتنازعه قوتان كبيرتان، ما يطلق عليهما "العصابات"، وهي المنتفعة اقتصاديا وسياسيا من النظام السابق، وبقية المواطنين العاديين الذين خرجوا من أجل التغيير.
تحدثت عن أنك كنت من المقربين للرئيس صدام حسين... متى كان أخر اجتماع لك معه؟
كنت مستشارا سياسيا للرئيس صدام حسين بحكم أني بعثي، وكنت أراه باستمرار، وكان أخر لقاء مع الرئيس صدام حسين قبل العدوان الأمريكي بتسعة أيام.
وما الذي دار في هذا الاجتماع؟
كان اجتماع للبعثيين من قيادات الحزب، واطلعنا على كافة التفاصيل وأنه علينا الاستعداد لمقاومة العدوان، كما أطلعنا على المبادرة الروسية في ذلك الوقت، حيث سعت روسيا لموافقة صدام حسين على مشروع المبادرة التي كانت تتضمن عدم ترشح صدام للانتخابات مرة أخرى وإجراء إصلاحات، إلا أن صدام حسين شكر الجانب الروسي، وأخبرهم بأنه لا يثق في الجانب الأمريكي.
وكيف ترى السياسة الأمريكية الآن؟
أما الآن، فنحن نرى المشروع الأمريكي القديم المتمثل في السيطرة على المنطقة بسبب الثروة النفطية عصب الحياة الصناعية في العالم، خاصة في ظل تراجع المخزون الأمريكي، ومنافسة أوروبا والصين وروسيا، وهو ما يدفع الولايات المتحدة للإبقاء على سيطرتها على الدول العربية الغنية بالنفط.
حال وصولك للرئاسة هل تتغير سياسة الجزائر الخارجية؟
نحن نؤمن بالانفتاح على العالم والقوى الكبرى، ولكن يكون هذا التعاون انطلاقا من السيادة الوطنية والمصالح الجزائرية، وفيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية، فإننا لنا رؤيتنا للقضية الفلسطينية، ومع حرية المواطن العربي نحو الوحدة والتحرر والتنمية.
وأرى أنه لابد أن نرى من يكون الأقرب لنا والأبعد في الساحة الدولية، ومن يمكنه دعمنا وكذلك من يمكنه أن يصبح صديقا مقربا، ومن يكون الخصم، إلا أنه لا مانع من التعامل مع الولايات المتحدة في ظل هذه الشروط.
روسيا قد تكون من الدول الرئيسية المرشحة، خاصة أن أسلحة الجيش الجزائري كلها روسية، كما أن العلاقات الروسية الجزائرية تاريخية، وسأعمل على تطوير العلاقات مع روسيا في جميع المجالات.
وكيف ترى موقف الجيش الجزائري من الحراك والانتخابات الرئاسية؟
الجيش كان له موقفه الإيجابي منذ بداية الحراك، حيث حافظ على حمايته وعدم التعرض له، وهو الموقف الإيجابي ذاته فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية.
حوار: محمد حميدة