قال العميد محمد عيسى، الخبير العسكري والاستراتيجي السوري في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إن "تركيا تحاول إقامة مدن صناعية وجامعات في الشمال السوري أو في بعض الأجزاء التي احتلتها والتي تعتبرها أرضا تركية، بالإضافة إلى الموصل العراقية، ومن يطالع كتب الجغرافيا التركية المقررة على الطلاب في المرحلة الإعدادية، يجد الحدود التركية حتى حمص أي ما يقارب نصف مساحة سوريا... هكذا يفكر الأتراك".
وتابع عيسى "هناك صراعات نسمع عنها بين تركيا وأمريكا على المنطقة العازلة وغيرها، هم يتصارعون كأنهم يقتسمون تركة، وكأن الدولة السورية غير موجودة، وفي كل الأحوال لا أعتقد أن الأتراك قادرين على تنفيذ مثل هذه التهديدات، وإلا ما هي قيمة الضمانات الروسية التي تتحدث عن وحدة الأراضي السورية، وما قيمة الضمانات الإيرانية أمام الشغف التركي بالتوسع والعدوان، لا أعتقد أن الأمر يسير بهذه البساطة".
وأشار الخبير العسكري، إلى أن "هذا الأمر قد يكون ورقة تركية للضغط على الأمريكيين لتحسين موقعهم، وهي أيضا شكل من أشكال المد والجزر في العلاقة ما بين تركيا من جهة وبين روسيا وتركيا من جهة أخرى، والأمريكيين ليسوا مع الأتراك إلى آخر المدى، فهم يضغطون حتى على حلفائهم إذا تجاوزوا أو خرجوا عن الحجم والدورالمرسوم لهم".
ولفت عيسى إلى أن "أمريكا تقول لتركيا بدعمها للأكراد إن هناك دولة كردية جاهزة يمكن تحريكها ضدك في أي لحظة، نحن نريد حلا للمسألة الكردية على حساب شمال سوريا وشمال العراق وتهجير الأكراد إليها، وتصبح تركيا في حل من الوجود الكردي، والأتراك يريدون لعب دور في تلك المرحلة من الأزمة واستغلالها، لأنهم يعلمون جيدا بأنه بانتهاء الأزمة سيكون دورهم قاصر جدا أو أقل أهمية تجاة الروس والإيرانيين".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال يوم السبت الماضي، إن أنقرة تخطط لإطلاق عملية في شمال سوريا شرق نهر الفرات، في الأيام المقبلة، مؤكدا أن العملية التركية تهدف لتطهير الحدود السورية مع تركيا من الميليشيات الكردية، وإنشاء منطقة أمنية وإيواء اللاجئين السوريين هناك.