الإفراج عن القروي، الأربعاء الماضي، يراه البعض أنه قد يقلب الموازين لصالحه، خاصة وأن سعيد هو صاحب النسبة الأعلى في الجولة الأولى من الانتخابات.
إعلان النهضة مساندتها لقيس سعيد يراه البعض أنها قد يساهم في فوزه، فيما يراه البعض بأنه قد يؤثر سلبا عليه في ظل معارضة الكثير من الكتل النيابية للنهضة.
موقف حزب "قلب تونس"
يرى النائب في البرلمان التونسي الحالي عياض اللومي، أن الأزمة في الوقت الراهن تتجاوز نتائج الانتخابات.
وشدد اللومي على رفض التحالف مع النهضة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة، وأن النهضة هي من دلست الانتخابات ولم وتتحمل مسؤوليتها في التراجع الذي حدث طوال الفترة الماضية.
حول برنامج القروي يؤكد اللومي أنه سيطبق حال فوزهم بالانتخابات الرئاسية، وأن دور الحزب في البرلمان سيكون معارضة جدية، متابعا: "أنه على "الإخوان المسلمين" تحمل مسؤولياتهم في تشكيل الحكومة".
أزمة الاصطفاف
من ناحيتها قالت النائبة السابقة بالبرلمان التونسي ليلى أولاد علي، أن تكافؤ الفرص يصعب تقييمه في الوقت الراهن.
وأضافت في حديثها إلى "سبوتنيك"، الجمعة، أن القروي يتمتع بفرص أكبر في الإعلام التونسي، وترى أولاد علي أن حزب تحيا تونس الذي تنتمي له لن يتحالف مع نبيل القروي، نظرا لملفات الفساد التي تتعلق به، وأن تحيا تونس أنشأ من أجل مقاومة الفساد.
بالرغم من أنها أكدت أن الحزب لن يساند القروي، إلا أنها ترى أن المرشح الثاني قيس سعيد، غير واضح وغير محدد التوجه.
وشددت على أن النهضة حاولت اللحاق بـ"الموجة"، بعدما فقدت الكثير من أنصارها، وأنها أعلنت ذلك قبل الانتخابات التشريعية حتى تستعيد بعض الأصوات، وأنها حيلة سياسية.
المهمة الأصعب
يعد تشكيل الحكومة في تونس إحدى العقبات أمام البرلمان المقبل، خاصة أن تشكيل الحكومة يتطلب 50+1 من مقاعد البرلمان البالغ عددهم 2017 عضوا، وهو ما يتطلب 109 من الأصوات يصعب الحصول عليها في ظل الكتل المتواجدة في البرلمان.
وأوضحت أولاد علي أن الكتلة الأعلى في البرلمان وهي "النهضة" سترشح رئيس الحكومة، إلا أن عملية تشكيل الحكومة تبدو صعبة للغاية، في ظل معارضة الكثير من الكتل التحالف مع النهضة، وهو ما يصعب المهمة أمام البرلمان حال عدم قبول القروي التحالف مع النهضة وعبير موسى رئيسة حزب "الدستوري الحر" التي رفضت هي الأخرى الأمر في وقت سابق.
مؤشرات سياسية
بشأن المشهد بعد خروج المرشح الرئاسي نبيل القروي، يرى محمد بوعود المحلل السياسي التونسي، أن الوضع الحالي يزيد نسب المشاركة في العملية الانتخابية.
ويشدد بوعود على أن خروج القروي أعاد نسبة من التوازن للعملية الانتخابية التي كانت على حافة التشكيك في نزاهتها حال عدم خروجه، وأن القروي كسب تعاطفا خلال الفترة الماضية.
ويرى أن فرص قيس سعيد ليست بالقليلة أيضا خاصة بعد مساندة حركة النهضة، وأن خروج القروي قد يقلب الطاولة.
المهمة المستحيلة
في وقت سابق أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس عن النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية، وتصدرت حركة "النهضة" الإسلامية النتائج بحصولها على 52 مقعدا في البرلمان، فيما حل حزب "قلب تونس" بزعامة نبيل القروي في المرتبة الثانية بـ38 مقعدا.
فيما حل التيار الديمقراطي، ثالثا بـ 22 مقعدا، يليه ائتلاف الكرامة المحافظ "21 مقعدا" ثم الحزب الدستوري الحر "17 مقعدا" وتحيا تونس "14 مقعدا" ومشروع تونس "أربعة مقاعد".
ولم تتجاوز باقي الأحزاب والقائمات المستقلة ثلاثة مقاعد، وهو ما يشير إلى صعوبة تمرير الحكومة حال عدم تحالف التيار الديمقراطي وتيار الكرامة وتحيا تونس مع النهضة، وهو ما يستبعده المراقبون في الشارع التونسي.
بدأ التصويت للجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية بالخارج، صباح اليوم الجمعة، فيما تجرى الجولة الثانية يوم الأحد 13 أكتوبر/تشرين الثاني.