ويعمل عناصر الدفاع المدني والجيش وقوى الأمن الداخلي على إخماد الحرائق وإنقاذ المواطنين المحاصرين في منازلهم.
وتتواصل الحرائق منذ الفجر في الدبية والدامور والمشرف والناعمة جنوبي لبنان، محاصرةً عدداً من المنازل حيث تعمل كافة الأجهزة من فرق إطفاء ودفاع مدني والجيش اللبناني على إخماد الحرائق التي أتت على مساحات حرجية واسعة.
وشرح الأب إيلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية لـ"سبوتنيك"، قائلاً: "إن انفجار بركان (منخفض البحر الأحمر) فوق السودان ومصر وليبيا، وضرب لهيب الصحاري المدارية شرق أوروبا وغرب روسيا وتمدد اللهيب الخانق نحو الشرق الأوسط، فتحولت إلى ما يشبه حمم مدارية تتدفق من الجنوب وترفع درجات الحرارة التي لامست 36 في البقاع والساحل، فأصبحت فوق معدلاتها الموسمية ب 7 درجات مئوية".
وأضاف: "منذ حوالي الأسبوع صرخة على صفحتي في فيسبوك وقلت إن هذا الأسبوع في تشرين الأول (أكتوبر) سيكون كارثي على كوكب الأرض، أنا أقرأ وأحلل ولا أتنبأ اختصاصي دراسة الوضع وتحليله بشكل علمي، الأسبوع الكارثي الذي حذرنا منذ أتى والحرائق ضربت لبنان وسوريا، لأسباب منها العشب والأراضي يابسة".
ورأى الأب خنيصر أن "الحرائق مفتعلة لأنه لا يمكن أن تحدث حرائق في عدة مناطق تتوزع هذه المناطق بشرر، هذه الحرائق مفتعلة خاصة أن الحرائق وقعت عند الساعة ال 4 بعد الظهر وعند المساء، 90% من الحرائق مفتعلة".
وقال:" إن الأعشاب اليابسة، والأغصان الجافة نزعت عن الأشجار وبقيت أرضاً، وسرعة رياح وصلت إلى 60 و 70 كلم في الساعة، ولا نعلم من ألقى شرارة النار بعد الظهر بين المشرف والدبية والدامور وعكار ومرمريتا وجبلة، حتى ساهم عنصر النار بتمدد ألسنة اللهيب بسرعة آكلة الأخضر واليابس، السيارات والمنازل، وطالت خطوط التوتر العالي، ما اضطر بعض الشباب للدخول إلى الكنائس ليلاً وقرع الأجراس ليستفيق الناس من نومهم وينجوا بأنفسهم من النار والدخان".
وأشار إلى أن نشاط منخفض البحر الأحمر سيستمر حتى ظهر الأربعاء، بحيث تبدأ موجة الحر بالانحسار مساء الأربعاء، بسبب اختراق التيارات الباردة ليبيا ومصر فتخمد حدّة الحر وتتراجع درجات الحرارة وتتهيأ الأجواء لسقوط الأمطار المحلية.
ولفت الأب خنيصر إلى أن هذا الأسبوع أسبوع كارثي على عدة دول وبلدان، بعضها احترق وبعضها غرق وبعضها تجمد والبعض الآخر يستعد للأسوأ، سيول وفيضانات ستضرب غرب ووسط أوروبا تترافق مع عواصف ثلجية على الجبال التي تعلو 1600متر.
واندلع حريق في مزرعة يشوع يعمل الدفاع المدني على تطويقه، كما اندلع حريق كبير بأحراج المتن ووصل إلى محيط المنازل في قرنة الحمرا ولم يتمكن الدفاع المدني من الوصول بعد إلى المكان.
كما اندلعت عدة حرائق ليلا في بلدات عكارية، في خراج بلدة الدوسة أتى على مساحة من الأعشاب اليابسة وامتد ليطول أشجار السنديان، كما اندلع حريق في بلدة القبيات، والسنديانة.
وفي الجنوب شب حريق كبير، ليل أمس، في خراج بلدة صفاريه في منطقة جزين، وقد عمل الدفاع المدني على إخماده بصعوبة نظرا لشدة الرياح بعدما قضى على 45 دونما من الأشجار الحرجية، كما اندلع حريق في بلدات قضاء جزين.
وأشار رئيس الحكومة سعد الدين الحريري في تصريح له بعد اجتماع لجنة إدارة الكوارث لبحث موضوع إخماد الحرائق أن "ما حصل كارثة، وتكلمنا مع عدة دول لإرسال طوافات إضافية لإخماد هذه الحرائق، كل المناطق تعاني ونحن نقوم بجهد كبير وأشكر الجميع على عملهم، وهيئة الإغاثة ستهتم بكل الممتلكات التي تضررت وسنعمل 24 على 24 والدولة تقوم بواجبها، وأهم شيء اليوم أن لا أضرار جسدية".
ولفت الحريري إلى أنه "سيكون هناك تحقيقا في النهاية كي نعرف كيف بدأت هذه الحرائق وإذا كانت مفتعلة فليتحمل كل شخص مسؤوليته".