قيس سعيد الذي يتحدر من خلفية إسلامية، بل ودعمه الإسلاميون خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وفقا لما أعلنته حركة النهضة التونسية الممثلة للتيار الإسلامي في العملية السياسية والفائزة بأعلى نسبة مقاعد في الانتخابات البرلمانية.
الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد قال في أحد وعوده الانتخابية للشعب التونسي أنه سيكون حاكما على شاكلة عمر بن الخطاب الخليفة المسلم ذائع الصيت بعدله وحبه للرعية.
أعد التونسيين بالعدل والحرية وعلوية القانون على شاكلة الفاروق عمر بن الخطاب، الذي يُعتبر رجل دولة بامتياز ونموذجا يحتذى به في الحزم والعدل.
— الأستاذ قيس سعيد Kais Saied (@KaisSaiid) October 3, 2019
تقدم قيس سعيد للانتخابات في أغسطس / آب الماضي، ليكون ضمن 26 مرشحا لنيل الاستحقاق ولكنه لم يكن الأوفر حظا في ظل وجود مرشحين تدعمهم كيانات حزبية أو حركات إسلامية.
استطاع سعيد أن يغير المعادلة لصالحه ليدخل جولة الإعادة رفقة إمبراطور الإعلام نبيل القروي الذي واجه تهما بالفساد وتبييض الأموال دخل على إثرها السجن قبل أيام من انطلاق الجولة الأولى في منتصف سبتمبر / أيلول الماضي، كما اتهم بأنه تعامل مع ضاط سابق بالموساد الإسرائيلي لتحسين صورته عند الدول الغربية وهو ما نفاه جملة وتفصيلا مؤكدا أن لم يكن يعلم هويته.
عندما تتسلل السياسية إلى قصور العدالة، تخرج العدالة من تلك القصور.
— الأستاذ قيس سعيد Kais Saied (@KaisSaiid) September 27, 2019
أستاذ القانون الدستوري أكد مرارا أنه "لا يريد بيع الأوهام"، ولأن "الشعب سئم الوعود الزائفة"، لذلك رفض الحملات الإعلامية الكبيرة واعتمد على مجموعة من الشباب كان لهم وقع كبير في فوزه بالاستحقاق الرئاسي.
في جولة الإعادة التي أقيمت يوم الأحد 12 أكتوبر / تشرين الأول، اكتسح قيس سعيد منافسه نبيل القروي، ليصبح الرئيس المستقل الأول لتونس والسابع في تاريخها بنسبة وصلت إلى 72 في المائة.
التعويل على الشباب
فوز سعيد في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بنتيجة 18.4 بالمئة من الأصوات كان بمثابة المفاجأة لهؤلاء الشباب، ما زادهم إصرارا على تحدي المنظومة السائدة ومقاومة مخططاتها وماكيناتها بموارد محدودة تعتمد على التطوع أساسا، وبمجهودات بسيطة، وفقا لقناة "فرانس 24" الفرنسية.
رأى الكثير من الشعب التونسي في قيس سعيد السياسي الثوري والاجتماعي المحافظ، بحسب هيئة الإذاعة الألمانية "دويتشه فليه".
علاقات معقدة مع الغرب
وصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية الرئيس التونسي الجديد بالرجل الذي يجمع بين تفكير ديني محافظ وديمقراطية هزمت هرم الدولة في الدولة الوليدة الديمقراطية.
الرئيس في تونس ما بعد الثورة لا تُعيّنه الدوائر الأجنبية ولا لوبيات المال والأعمال والتشويه الإعلامي، بل يُعيّنه الاختيار الشعبي الحر؛ وفترة حكمه ليست صكّا على بياض، وليست امتيازا أبديّا لشخصه أو حزبه، بل هي تكليف زمني خاضع للتقويم والتداول بناء على إرادة المواطنين.
— الأستاذ قيس سعيد Kais Saied (@KaisSaiid) September 26, 2019
وأضافت الصحيفة الفرنسية، أن سعيد سيصطدم بالغرب بسبب ميله إلى السيادة المفرطة ورؤيته بتكوين مجتمع تونسي محافظ.
التطبيع مع إسرائيل خيانة
أستاذ القانون الدستوري الذي نال الاستحقاق الرئاسي في تونس كان له موقف مغاير عن بعض رؤساء الدول العربية، حيث أعلن صراحة أنه ضد مصطلح "التطبيع" وهو مصطلح خاطئ ابتدع عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين، وأن الكلمة الصحيحة هي "الخيانة العظمى"، حسب قوله.
أكد قيس سعيد على كلامه أكثر من مرة، قائلا: "إن كل من يتعامل مع الكيان الإسرائيلي خائن ويجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، إلا أنه طلب التفريق ما بين اليهود والإسرائيليين".
وأضاف، أن لليهود مكانة خاصة في تونس: "القضية ليست مع اليهود، ونحن نتعامل مع اليهود الزائرين لمعبد الغريبة جنوب تونس وليس مع إسرائيل"، منوهاً إلى أن تونس احتضنت وحمت اليهود من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وفقا لموقع "يورو نيوز عربية.
تونس تفرض نفسها في منطقة يحكمها الملوك والعائلات
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن فوز قيس سعيد ضرب الأحزاب والنخب السياسية التي سيطرت على المشهد في تونس منذ ثورة 2011 في مقتل.
وأضافت الصحيفة الذائعة الصيت أن، فوز قيس سعيد أعاد تونس مرة أخرى إلى الواجهة في منطقة يحكمها الملوك والعائلات والحكام المستبدون.
كما أكدت قناة "فرانس 24" الفرنسية، أن فوز سعيد سيخلط أوراق الأحزاب والكتل السياسية في تونس إذ سيجعلهم تحت رقابة شبابية لأن الرئيس من اختيار الشباب.