ووفقا لدراسات مختلفة يعتبر أن الأب يلعب دورا أكثر أهمية فيما يؤثر على نتائج الحمل مقارنة إلى ما كان يعتقد سابقا.
وضعف الحيوانات المنوية يزيد من احتمال حدوث إجهاض ومشكلات في تشكل المشيمة، فالحيوانات المنوية تمتلك "ذاكرة بيولوجية" عن التشوهات التي يمكن نقلها إلى الطفل، حيث كشفت دراسات، أن الحيوانات المنوية تنقل معلومات إلى 90 في المئة من الذكور لثلاثة أجيال.
تحصل التغييرات السلبية المتؤثرة بأسلوب الحياة والبيئة ليس في جينات الحيوانات المنوية ولكن هناك علامات كيميائية تتطور على الجينات والتي تنتقل إلى الأجيال القادمة.
ثم أظهرت دراسة صينية، أن الأجنة التي كانت آباؤها تتضور جوعا تزيد من احتمال إصابة الجنين بارتفاع نسبة السكر في الدم ومرض السكري من النوع الثاني.
وفي حال اتبع الأب نظام غذائي عالي الدهون وعانى من السمنة فهذا يؤثر على الشكل البنائي لمثيلة الحمض النووي ما يؤدي إلى سوء صحة الطفل، فقد تمت مراقبة نسل ذكور الفئران الذين تناولوا غذاء منخفض البروتين، فوجد العلماء لديهم اضطرابات صحية مرتبطة بزيادة الوزن والسمنة ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، والخبر السار هنا أنه يمكنك تحسين النسل باتباع نظام غذائي صحي.
من جهة أخرى يمكن أن يؤثر الإخصاب في عمر متأخر على صحة الجنين وذلك يعود لحدوث تغييرات في تسلسل الحمض النووي (الدنا) للحيوانات المنوية، حيث كشفت دراسة أجريت عام 2018 حللت بيانات أكثر من 40 مليون ولاد، أنه عندما كان عمر الأب يناهز 45 عاما، زاد الاحتمال بنسبة 14 في المئة لولادة أطفال في وقت مبكر ووزن خفيف (الأمر الذي يدل على خطر الإصابة بمرض مزمن في وقت لاحق في الحياة)، بالإضافة إلى ذلك فإن الحمل من رجل أكبر سنا يزيد من خطر إصابة الأم بسكري الحمل بنسبة 28 في المئة، وإصابة الأطفال بأمراض عصبية مثل التوحد.
كما وجد عدد كبير من الأبحاث، إنه في حال تناول الأب كميات كبيرة من الكحول قبل الإخصاب فهذا يؤدي إلى تغيرات جينية في الحيوانات المنوية التي تؤثر سلبا على الجنين، منها انخفاض الوزن عند الولادة، وضعف الاستيعاب المعرفي، وفرط الحساسية للأنسولين ومشاكل الجهاز المناعي. وتم إجراء معظم هذه الدراسات على الفئران، لكن الأبحاث على البشر أظهرت أنه عندما يشرب الآباء بشكل مفرط، فهذا يزيد من خطر الإجهاض.
ويجب أن يتذكر الرجال والنساء دائما أن أسلوب حياتهم له آثار بيولوجية تؤثر على أطفالهم وأحفادهم وربما أجيال أخرى بعدهم.