وحضر حفل التقديم عدد من محبي اللغة العربية وأصدقاء الكاتبة ضحى، والتي درست في اللغة الروسية في موسكو قبل 30 عاما، ووقعت نسخا من كتابها إلى الحاضرين.
وأجرت "سبوتنيك" لقاء مع القاصة والروائية المصرية تحدثت فيه عن كتابها، وتقول عاصي: "الكتاب هو مجموعة قصصية صدرت عام 2009، يحوي بعض القصص من الحياة اليومية، فأنا أحب أن أكتب بشكل اجتماعي ونفسي قليلا، وأنا سعيدة جدا بان الكتاب ترجم إلى اللغة الروسية، وسعيدة برد فعل الناس على الكتاب".
وتكمل عاصي حديثها عن ردة الفعل على كتابها: في دار النشر قالوا لي لقد أحسسنا بأننا دخلنا عمق المجتمع المصري على الرغم من أنها قصص قصيرة، لكنها كانت مثل النور الكشاف الذي أضاء على المجتمع، وأجل شيء سمعته عندما قيل لي " أحسست بعد قراءة الكتاب أن الناس كلهم واحد، وكل مشاكلهم واحدة".
وتابعت الروائية والقاصة المصرية: كنت متخوفة من نقل صورة نمطية عن المرأة الشرقية المضطهدة، هناك طبعا عادات وتقاليد تقيد المرأة الشرقية، ولم أرد أن أكتب بهذه الروح، لكن أنا سعيدة جدا بهذه النتيجة، وبأننا في النهاية احتياجتنا واحدة ومشاكلنا واحدة، ويتنوع شكل الضغط وحجمه، ولكن في النهاية نحن بشر مثل بعض.
وترى ضحى عاصي أنها لا تريد من وراء كتاباتها إيصال رسالة معينة، أو أن تدعو إلى شيء ما، وتقول: وجهة نظري لا أدعو لأي شيء في قصصي، ودائما ما أقول لنفسي أن الكاتب ليس مدرسا ولا معلما، فالكاتب هو من يكشف المشهد ويحاول أن يقرأ طبقات مختلفة منه، وأن يرسم عوالم متعددة، وأن يجعل النا التي تعيش بطريقة معينة أن يروا الأخرين، وبعد هذا الكشف كل أنسان حر، حيث أن الشخص أقوى على اتخاذ القرار عن فهم وعن وعي، لذلك لا يجب أن يدعي بشكل مباشر.
وتكمل عاصي: هناك أشياء جميعنا ندعو إليها كالأمور الإنسانية العامة من حق وعدل وحرية ومساواة وغيرها، ولكن في النهاية التاريخ الإنساني يقول أن من يدعونا لهذا أحيانا يكون ممن يمارسون عكس ذلك.
وأعربت الكاتبة ضحى عن سعادتها بترجمة كتابها إلى اللغة الروسية، حيث أنها أحست بأن هذه اللغة بجماليتها أعطت شيءا مميزا لكتاباتها.
كما تحدثت القاصة المصرية عن الترجمة وأسباب نقص المؤلفات العربية المنقولة إلى اللغة الروسية وغيرها من اللغات وتقول: الترجمة والنشر هي صناعة مؤسسية، وحتى عندما تكون هناك ترجمة تكون بحالات فردية ولا يتم التخديم عليها، بسبب عدم وجود مؤسسة تدعم ذلك بشكل قوي، أو لا يوجد فكر مؤسسي فتبقى الأشياء محبوسة في الأدراج أو المكتبات لدارسي اللغة العربية فقط لا غير.
وتتابع عاصي لكي تصل هذه الأعمال إلى الناس في الشارع، يتطلب ذلك طريقة عمل أخرى، وتحتاج إلى إدارة بشكل مختلف للموضوع، وكشفت الروائية أن هناك من اقترح من المترجمين نقل رواية لها وهي "104 القاهرة" إلى اللغة الروسية، وبأنها تتمنى بأن تترجم كل أعمالها إلى الروسية.
وختمت عاصي حديثها بالكلام عن انطباعها بعد عودتها إلى موسكو بعد مرور 30 عاما، حيث قضت عدة سنوات هنا أثناء دراستها، وتقول: لقد اختلفت موسكو كثيرا وأصبحت أجمل بكثير، وبالطبع لقد اختلفت رؤيتي إليها أيضا، فقد كنت طالبة صغيرة السن حين درست هنا، ولكن في النهاية روسيا تبقى لي وطني الثاني، لأني فتحت عيوني على الحياة كفتاة صغيرة جاءت للدراسة هنا.