وأجاب رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميترييف على أسئلة وكالة "سبوتنيك" في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار".. وإلى نص الحوار:
كيف يمكننا تلخيص التعاون الروسي السعودي في عام 2019؟
عام 2019 هو عام من الإنجازات التاريخية الذي تحقق بفضل زيارة فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية، لم تكن مجرد زيارة للتعارف، فققد كانت نتيجة عدد كبير من الاجتماعات، بما في ذلك مع الملك وولي العهد، والتي عقدت في أشكال مختلفة.
ويمكننا القول أنه بفضل جهود القيادتين الروسية والسعودية، حدث تقدم كبير في علاقاتنا. ويلاحظ هذا من قبل جميع وسائل الإعلام، ومن بين أمور أخرى، يمكن أن يلاحظ تزايد النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط. وهو ليس كلاما نظريا، إنه مرتبطة بصفقة النفط، التي ساهمت باستقرار أسواق النفط، والاستثمارات المشتركة الضخمة، وخطط التعاون الاقتصادي في إطار المجلس الاقتصادي، وخطط لزيادة حجم تداول البضائع.
يريد عدد كبير من الشركات الروسية المشاركة في السوق السعودية، ويرون أن إصلاحات ولي العهد محمد بن سلمان تجعل الاقتصاد السعودي جذابة للغاية. جميع أعضاء مجلسنا الاقتصادي من الجانب الروسي مهتمون بالمشاريع السعودية.
خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، قال فلاديمير بوتين إن المملكة احتلت المرتبة الأولى في المنطقة من حيث التعاون مع الاتحاد الروسي. في الوقت نفسه، نرى أنه في عام 2018 بلغ حجم التجارة 1 مليار 50 مليون دولار. تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين، ونمت محفظة مشاريع صندوق الاستثمار المباشر الروسي بمقدار 2.5 مليار دولار. هل لدى صندوق الاستثمار المباشر الروسي أي خطة لزيادة هذه الأرقام، بما في ذلك التجارة؟
لمدة 7 سنوات، كانت العلاقات مع السعودية صعبة. خلال هذا الوقت، وبفضل جهود الرئيس الروسي وقيادة المملكة العربية السعودية: الملك وولي العهد، تم تحقق تقدم كبير للغاية في العلاقات، وخاصة في الاستثمارات. يحتاج حجم التجارة إلى زيادة، وسنناقش الآن كيفية القيام بذلك.
أما بالنسبة للاستثمارات، فقد خصصت المملكة العربية السعودية 10 مليارات دولار. تستثمر المملكة في مشاريع مختلفة في البنية التحتية والتكنولوجيا والقطاعات الأخرى. تلك الاتفاقيات العشر التي تم توقيعها مع صندوق الاستثمار الروسي المباشر بمشاركتنا خلال الزيارة هي استثمارات في مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك القطاع الزراعي وقطاع الأسمدة. لذلك نحن نعتقد أن العمل الناجح المنهجي قد تم تأسيسه بالفعل في الاستثمارات.
فيما يتعلق بالتجارة بين روسيا والسعودية، نعتقد أنه يمكن أن تنمو بنسبة 30٪ أو أكثر في السنة. هذا يرجع إلى إزالة الحواجز التي كانت قائمة، وتنمية التعاون بين شركاتنا.
وسأتطرق إلى الحواجز التي كانت موجودة بين بلدينا. على سبيل المثال، كان استيراد القمح الروسي ممنوعا في المملكة العربية السعودية، وفي الآونة الأخيرة، تم رفع هذا القيد، مما فتح فرصا لتصدير عدد كبير من المنتجات الزراعية من روسيا. نرى أن الإنتاج الزراعي هو أحد أهم عناصر نمو تداول السلع في المستقبل، وكجزء من هذا، أبرمنا اتفاقية مع "سالك"، وهي أكبر شركة زراعية قابضة في المملكة العربية السعودية، للاستثمارات المشتركة، بما في ذلك في البنية التحتية لتوزيع منتجاتنا، وزيادة حجم التداول هي واحدة من مهام المجلس الاقتصادي، الذي أنشأه الرئيس فلاديمير بوتين وولي العهد الأمير بن سلمان وأنا أقوده من الجانب الروسي. ويضم هذا المجلس 20 شركة من كل جانب، وهي أكبر الشركات التي يمثلها قادتهم، ونحن نناقش معهم ليس فقط التعاون في مجال الاستثمار، ولكن أيضا كيفية زيادة التجارة. نحن نعتقد أن هذا المجلس الاقتصادي، الذي أصبح بالفعل هيئة رئيسية لنمو ليس فقط الاستثمار، ولكن أيضا دوران التجارة، سيظهر نتائج قوية. نتوقع أنه بحلول اجتماع مجلس الإدارة القادم بعد 6 أشهر، سنكون قادرين على إظهار زيادة كبيرة في الأعداد الرئيسية والمشاريع التي نقوم بها.
إن مهمة مؤسستنا هي تجسيد مثل هذه التصريحات عن نوايا إلى مشاريع ملموسة. نحن ندعو أكبر الشركات الروسية من المجال المحدد ونقدم لهم استثمارات حتى يتمكنوا من تنمية أعمالهم التجارية وتوريد المنتجات، بما في ذلك إلى المملكة العربية السعودية. نحن نبحث الآن في بعض من أكبر المشاريع في هذه المنطقة. على وجه الخصوص، نحن ندرس بنشاط المشروع الزراعي لشركة "فوساغرو"، التي تنتج الأسمدة المعدنية. أصحابها هم المساهمين في الأعمال التجارية الزراعية الكبيرة. نعتقد أن الاستثمارات في مثل هذه المشروعات التي تدار بشكل فعال هي التي ستساعد على زيادة أمدادات المنتجات الزراعية إلى المملكة العربية السعودية. الآن نحن ندرس التفاصيل، نعتقد أنها ستنفذ في العام المقبل.
جزء مهم من التعاون الاستثماري الروسي السعودي في مجال التكنولوجيا المتقدمة. لقد ذكرت أنك تخطط لجلب أكبر شركة ذكاء اصطناعي روسية إلى المملكة العربية السعودية. هذا المجال يتطور في جميع أنحاء العالم، وله آفاق كبيرة في السوق السعودية. هل هناك أي خطط مفصلة بهذا الشأن؟ ماذا يفكر الجانب السعودي حول هذا الموضوع؟
كيريل ديميترييف: الجانب السعودي، مثل روسيا، يعمل بنشاط على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. قاموا مؤخرا بإنشاء مركز الذكاء الاصطناعي، وهم يريدون استخدام إنجازاته في مختلف المجالات. نحن نعتقد أن هذا مجال واعد للغاية. في العديد من الصناعات، سوف يساعد الذكاء الاصطناعي في زيادة الكفاءة بنسبة 20-30٪. والحديث هنا لا يدور حول شركة روسية واحدة، ولكن بحوالي 20 شركة، قمنا بتحليل حوالي 100 شركة روسية واخترنا تلك التي لديها القدرة على أن تصبح قيادية عالمية، نحن نتفاوض مع عدد من الشركات السعودية، مركز الذكاء الاصطناعي، والوزارات الرئيسية لتطوير بعض المنتجات من الصناعة بشكل مشترك. على سبيل المثال، في صناعة النفط، حيث لدينا تعاون كبير في إطار "أوبك+"، سيكون لدينا مشاريع مشتركة في صناعة البتروكيماويات، وقد نقوم أيضا بتطوير منتجات الذكاء الاصطناعي لصناعة النفط.
تهتم بلداننا بشدة بموضوع تطوير الغاز الطبيعي المسال. أخبرنا ما هو المخطط في هذا المجال؟
أرامكو مهتمة جدا الآن بهذا المجال. في السابق ، لم تشارك هذه الشركة بفاعلية في مشاريع الغاز الطبيعي المسال، ولكن الآن أبدت اهتمامها بهذه المشروعات. كما تعلم ، كانت هناك دراسة نشطة لمشروع الغاز الطبيعي "المسال-2" في القطب الشمالي، لكن الجانب الروسي تمكن من جذب شركاء من الصين واليابان ودول أخرى بسرعة. إنه بالفعل مشروع دولي ناجح للغاية، والمملكة العربية السعودية ببساطة لم تتمكن من الاستثمار بسرعة هناك. تهتم أرامكو بمشاريع أخرى مماثلة، وقد حددت هذا كواحد من اتجاهاتها الاستراتيجية.
تقوم شركة روسكوسموس بنشاط بتقديم العديد من المشاريع المثيرة للاهتمام في الشرق الأوسط، روسكوسموس هي الرائدة بلا منازع في العديد من مجالات أبحاث الفضاء. ليس من قبيل الصدفة أن رائد فضاء الإمارات الأول طار إلى الفضاء كجزء من برنامج الفضاء الروسي. هذه رحلة تاريخية للمنطقة بأكملها. لذلك، نرى تعاونا كبيرا مع روس كوسموس ومشاريعها، يمثل غلوناس اهتماما للجانب السعودي، فهناك المزيد والمزيد من الأنظمة التي تستخدم نظام GPS و GLONASS معا لزيادة الدقة. أما بالنسبة لمشروع "ستارت-1"، فهو فعال للغاية لإطلاق الأقمار الصناعية في المدار المنخفض والمتوسط. سيسمح هذا المشروع للمملكة العربية السعودية بإطلاق أقمار صناعية من المملكة في العام أو العامين المقبلين. يعد هذا أحد المشروعات المتقدمة التي تتوافق مع رؤية 2030 ويمكن أن تكون مفيدة للغاية للإنجاز التكنولوجي للمملكة.