وجاء الرد من قسد بالرفض، ودعت "مسد" وزراة الدفاع السورية إلى تغيير لهجتها، حيث اعتبرت أن طريقة الدعوة إلى الإنضمام للجيش السوري كانت خاطئة، فيما تستمر المفاوضات بين الحكومة السورية بوساطة روسية.
رفض الدعوة
وعن الأسباب التي دفعت بقوات سوريا الديمقراطية يقول الناطق الرسمي باسم القوات مصطفى بالي: مسد دعت إلى تغيير اللهجة فقط، فوزارة الدفاع السورية تخاطب أفرادا، وتساوي بين قسد وبين فصائل عرفت بأنها فصائل إرهابية ارتكبت مجازر وجرائم في سوريا.
ويكمل: نحن قوات دافعنا عن سوريا ودافعنا عن مناطقها ووحدتها، وقضينا على تنظيم داعش الإرهابي، ونعتقد أننا جهة مؤسساتية ويجب أن تحل هذه القضية حل سياسي وفق توافق سياسي وليس موضوع إصدار عفو عام أو ترتيب أوضاع.
فيما يرى الخبير الاستراتيجي والباحث في مركز دمشق للأبحاث والدراسات العميد تركي الحسن بأن هذه الدعوة تأتي في سياق طبيعي، ويكمل: ومنذ بدء الاتفاق والدولة السورية تصنف قسد بأنها مجموعات منحلة، أي أنها لم تعد تمتلك سلطة الأرض الواقع التي كانت قائمة قبل دخول الجيش.
ويتابع الحسن: بالأساس تنظر الدولة إلى هذه الفصائل على أنها السبب فيما جرى في منطقة شرق الفرات، وهي التي أعطت المبرر للهواجس الأمنية والذريعة لأردوغان لأن يقوم بغزو شمال شرق سوريا.
ويضيف: من الطبيعي أن تقوم الدولة السورية بواجبها بالدفاع عن الوطن، وأن تدعو أبنائها في هذه المنطقة تحديدا للدفاع عنه، خاصة أنها اشتبكت أكثر من مرة مع القوات التركية الغازية، وبنفس الوقت هؤلاء يطالبون الدولة بإصدار عفو عنهم للالتحاق بالجيش.
التعاون مع الجيش السوري
أما عما إذا كانت هذه الدعوة ورفضها ستؤثر على التعاون ما بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية يقول مصطفى بالي: موضوع التعاون مع الجيش السوري منفصل عن البيان، فالتعاون مستمر مع الجيش حاليا، ونتمنى أن لا يتوقف بما يؤدي إلى حماية الحدود السورية، أم المشاكل العالقة فهذا مسار آخر، نتمنى من الحكومة السورية التعاطي بعقلانية يما يؤدي إلى حل سياسي.
أما العميد تركي الحسن فيعتقد: الاتفاق كان برعاية روسية، وقد جرى هذا الأمر من أجل حماية الحدود وتدخل الجيش السوري، وهم قد انسحبوا مسافة 32 كم، وبالأساس تركوا المنطقة ولم يدافعوا عنها.
ويتابع: هذه مهمة الجيش السوري وعندها لا تكون هناك فصائل أخرى، والدولة تدعو هؤلاء للانخراط في الجيش وأن يكونوا تحت أمرته في هذه المسألة، وهذا واجب على كل مواطن سوري، سواء كان في الجزيرة أو في المناطق الأخرى.
الحفاظ على هيكيلية قسد
وعما إذا كانت الحكومة السورية ستوافق على الحفاظ على هيكلية قوات سوريا الديمقراطية، وهو ما تصر عليه "قسد" يرى المتحدث الرسمي باسم القوات، بأنه مسار طويل ولا يحل ببيان أو اثنين، ويتابع: هناك وجهتي نظر للحكومة السورية ولقوات سوريا الديمقراطية، وهناك ضامن روسي يشرف على الحوار، ونتمنى من الجانب الروسي أن يلعب دور فعال للوصول إلى وجهة نظر مشتركة.
ويستطرد: ويستمر التفاوض في هذا الإطار، فالقضايا الأساسية ليست فيها أمور قطعية أو نهائية، ونحن نعتقد أن الحوار كفيل بحل جميع القضايا العالقة.
فيما يرى العميد السوري تركي الحسن بأن قسد ستكون خارجة عن القانون إذا لم تنضم إلى الجيش السوري، ويبين: بعد دخول الجيش السوري والقيام بواجبه قسد سوف تتفكك من الداخل، والعشائر في قسد تطالب بعفو عام، وقد وجهت كتابا إلى الرئيس الأسد من أجل إصدار العفو عنهم والالتحاق بالجيش.
ويضيف الحسن: بالتالي هذه أولى الخطوات ومن حيث المبدأ لم تعد قسد قائمة، وهي سلطة فوق القانون فرضتها الظروف، وآمل أن لا ننكأ الجراح مرة ثانية، وأن نعود إلى الجو الذي كان قبل دخول الجيش السوري.
ويختم قائلا: قسد إما أن تتحول إلى قوى رديفة، وهو ما طلبته قيادة الجيش، أو أنها ستكون عبارة عن ميليشيا خارجة عن القانون، وأعتقد أنها ستتفكك من الداخل، وسيقوم أبنائنا الكرد قبل العرب بترك قسد والانضمام إلى الجيش.