إلا أن الأردن أعلن في 2018 أنه لا يريد مواصلة العمل بهذا الترتيب وذلك فيما اعتبر على نطاق واسع علامة على توتر متزايد في العلاقات الدبلوماسية.
وأعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رسميا اليوم الأحد انتهاء العمل بهذا الاتفاق الذي يعتبره كثير من الأردنيين مهينا وسببا في استمرار "الاحتلال" الإسرائيلي لأرض أردنية.
وقال الملك في كلمة له في افتتاح دورة جديدة لمجلس الأمة، وسط ترحيب من أعضاء البرلمان والمسؤولين، "أعلن اليوم انتهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الغمر والباقورة في اتفاقية السلام وفرض سيادتنا الكاملة على كل شبر منهما".
يالله ما أجمله من مشهد.. شاهدوا كيف أُغلقت #الباقورة_والغمر قبل قليل أمام المستوطنين الإسرائيليين وحسرتهم عليها خلال إخراجهم منها بعد أن استعادها #الأردن رسمياً..مشهد يعود بذاكرتنا للانسحاب الإسرائيلي من #جنوب_لبنان عام 2000 والانسحاب من #غزة في 2005
— Khair Eddin Aljabri (@Khair_Aljabri) ٩ نوفمبر ٢٠١٩
عقبالك أرضنا كاملة يا #فلسطين pic.twitter.com/r25EVJ8Gax
ويعد إنهاء العمل بهذا الاتفاق ضربة قوية للمزارعين الإسرائيليين في هاتين المنطقتين.
وقال إيلي أرازي (74 عاما) الذي تتولى المزرعة الجماعية التي ينتمي لها زراعة إحدى قطعتي الأرض واسمها بالعبرية نهاراييم وبالعربية الباقورة "كان الأمر أشبه بلكمة في الوجه".
ونهاراييم كلمة عبرية معناها "نهران" وتقع هذه المنطقة عند ملتقى نهري اليرموك والأردن. ويقول إسرائيليون إن هناك ما يثبت حقوق ملكية خاصة في المنطقة ترجع إلى عشرينيات القرن العشرين حينما كانت المنطقة جزءا من فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
وقال أرازي إن مزرعته الجماعية، أو الكيبوتز، واسمها اشدوت يعقوب ميوهاد تزرع محاصيل في المنطقة منذ 70 عاما من بينها الزيتون والموز والأفوكادو.
العلم الأردني رُفع قبل قليل على أرض الباقورة!#الأردن#الباقورة_والغمر pic.twitter.com/segMMbHrlU
— General Inspector (@GeneralInspect2) ١٠ نوفمبر ٢٠١٩
وفي معاهدة السلام تأكدت السيادة الأردنية على المنطقة بينما احتفظ الإسرائيليون بالملكية الخاصة للأرض والبنود الخاصة التي تسمح بحرية التنقل.
والأردن واحد من دولتين عربيتين فقط أبرمتا اتفاق سلام مع إسرائيل وربط البلدين تاريخ طويل من العلاقات الأمنية الوثيقة. غير أن المعاهدة لا تحظى بالقبول على المستوى الشعبي في الأردن حيث ينتشر التأييد للفلسطينيين على نطاق واسع.
وقال أوري أرييل وزير الزراعة الإسرائيلي إن انتهاء العمل بالاتفاق الخاص بالأرض جاء في وقت بلغت فيه العلاقات الإسرائيلية الأردنية نقطة متدنية. وقال لرويترز "لسنا في شهر عسل. بل في فترة من الشجار المستمر".
وفي أحدث مثال على ذلك شعر الأردن بالصدمة بفعل تصريحات لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وعد فيها خلال الدعاية الانتخابية في انتخابات سبتمبر/ أيلول الماضي بضم غور الأردن.
وخلال السنوات القليلة الماضية تأثرت العلاقات الدبلوماسية سلبا أيضا بجمود عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وخلافات تتعلق بالحرم القدسي.
وقال أرييل إنه كان على الحكومة أن تتحرك في وقت سابق لمحاولة إقناع الأردن بتمديد العمل بالاتفاق والسماح للمزارعين بزراعة الأرض.
وما زال أرازي يأمل أن يسمح الأردن بعودة المزارعين في نهاية الأمر.
واليوم الأحد ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن عمان منحت مزارعين من زملاء أرازي في قطعة الأرض الثانية الواقعة إلى الجنوب إمكانية الدخول إلى الأرض والخروج منها ستة أشهر أخرى.
ولم يرد مسؤولون إسرائيليون وأردنيون على طلبات للتعليق.