وأوضحت الوثائق أن القمة جاءت في توقيت حاسم، حيث كان الجيش العراقي، يواجه تحديا كبيرا متمثلا في تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي كان يهدد استقرار العراق وبالتالي إيران، كما أن جماعة الإخوان المسلمين تم الإطاحة بهم من الحكم وبالرئيس المنتسب لهم، محمد مرسي في يوليو/تموز 2014، بعد احتجاجات عارمة في مصر.
وأشارت الوثائق إلى أن الاجتماع السري تم إقامته في تركيا، وصف فيها الطرفين بأنها "أرضية مشتركة" للتنظيمين.
جاسوس من الداخل
وأوضحت الوثائق المسربة أن الاجتماع كان المفترض أن يكون سريا حتى على الاستخبارات الإيرانية، لكن وزارة الداخلية الإيرانية، دست "جاسوسا" داخلها.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن وزارة الداخلية الإيرانية كان يزعجها دور الحرس الثوري ومكانته في جهاز الأمن القومي الإيراني.
وأوضحت الوثائق أن
الاجتماع حضره أحد نواب قاسم سليماني، عرفته الوثيقة باسم أبو حسين، بالإضافة إلى 3 من أبرز قيادات الإخوان المسلمين من خارج مصر، وهو: إبراهيم منير، ومحمود الإبياري، ويوسف ندا.
وأشار "إنترسيبت" إلى أن يوسف ندا، نفى في تصريحات للموقع حضوره مثل هذا الاجتماع، مضيفا: "لم أحضر مثل هذا الاجتماع في أي مكان، ولم أسمع به أبدا".
بينما لم يتمكن الموقع الأمريكي من الوصول إلى منير أو الإبياري.
السعودية هدفا
وأظهرت الوثائق أن وفد الإخوان سعى في بداية الاجتماع، لأن تكون له "اليد الطولى" بأنه ذكر فيلق القدس، بأنه يمتلك نفوذا وحضورا في 85 دولة حول العالم.
وأشار وفد الإخوان، وفقا للوثائق إلى أنه "ينبغي التركيز على أرضية مشتركة للتعاون، ونعتقد أن العدو المشترك لكل منا هو الملكة العربية السعودية".
وبحث الاجتماع إمكانية تعاون جماعة أنصار الله في اليمن "الحوثيين"، مع قيادات تابعة لحركة الإصلاح اليمنية التابعة للإخوان المسلمين، لتقليل الصراع فيما بينهما وتوجيه دفته ناحية السعودية.
ورفض الإخوان في الاجتماع السري، تقديم أي مساعدة لفيلق القدس أو الحرس الثوري الإيراني في سوريا، واصفة الوضع هناك أنه "معقد".
وتابعت قيادات الإخوان في الاجتماع: "كما أن الأحداث مصر، فنحن كجماعة الإخوان غير مستعدين لقبول أي مساعدة من إيران للتأثير ضد الحكومة في مصر".
فشل مرجح
وأظهرت برقية مسربة من أرشيف وزارة الداخلية الإيرانية، نقلا عن جاسوسها، أن الإخوان كانت تسعى بكل قوة لتشكيل تحالف قوي مع الحرس الثوري الإيراني، لأنه ترى وفقا للوثائق أن هذا طوق النجاة الوحيد للتنظيم.
ولكن الجاسوس الداخلي، قال في أحد الوثائق إن
"وفد الإخوان تعمد في الباطن إهانة فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني، بحيثه عن تعجل إيران في استخدام القوة في سوريا واليمن والعراق".
وأضاف وفد الإخوان: "لكننا أعضاء الإخوان، دربنا أنفسنا على التحلي بالصبر أكثر منكم في إيران".
وأشارت البرقية المسربة، إلى أن الإخوان لجأوا إلى الأسلوب العنيف مع قيادات فيلق القدس في الاجتماع، بعدما شعروا أن الجانب الإيراني غير مهتم بتشكيل مثل هذا تحالف.
وأوضحت الوثائق أن ممثلي فيلق القدس اختلفوا مع رؤية وجوب بناء تحالف شيعي سني، فإنهم أصروا على أنهم لم يختلفوا سابقا مع جماعة الإخوان، وهو ما لم يقبله وفد الإخوان.
وبدا واضحا فشل المحادثات بين الطرفين.
ولم تشر الوثائق المسربة، إن كان الجانبين عقدا اجتماعات أخرى بعد هذا الاجتماع، وهل تم تنسيق نوع من التعاون أم لا.