وأضاف في حديثه إلى "سبوتنيك" أن الفيلم تناول الحدث الأكبر وما قبل عملية التهجير ذاتها.
وأوضح أنه حاول أن يكون جهة ناقلة، خاصة أن الفيلم يتحدث عن علاقة أم بطفلها، وكيفية تقبلها الانفصال عنه لمدة 15 سنة، وذهابه إلى كوبا وهي التي عرف عنها أنها تستقبل كل ما يسمى بالحركات التحررية، خاصة أن المنح تقدم إلى الأطفال وليس الأسر.
وركز أكريميش على إحدى النقاط المهمة وهي حالة الأم التي اعتبرت أي مكان يتواجد فيه ابنها هو بمثابة الوطن، وكذلك علاقة البدوي بالقبلية من خلال الجد الذي كان يرفض سفر الطفل ويبحث عن ماء وجهه أمام القبلية، وهو ما دفعه إلى البقاء في المخيمات وعدم عودته للمغرب، خاصة أنه أمضى كل حياته في الحرب، حيث يعتبر أن سلطة القبيلة أعلى من سلطة الدولة.
وتابع بأن الإنسان الذي يولد في الصحراء يولد كلاجئ بالفطرة، خاصة أنهم يمضون حياتهم في سباق مع السحاب، وأن ذلك هو سر عدم بناء أي صحراوي منازل بالحجارة، لأنه يعرف أنه سيتركه.
وأشار إلى أن الشخص الذي كان يمارس الترهيب والترغيب لتسليم الطفل، كان يضعها أمام تساؤل بشأن ما يعود على الطفل خلال بقائه في الفراغ، وهو المدخل الذي أثر فيها من خلاله.
ويوضح أنه أعطى لكل شخصية منطقها وشخصيتها دون فرض رؤية بعينها على المشاهد، خاصة أن الإحصائيات الرسمية في عام 2005 تقول أن هناك 4 آلاف طفل تم نقلهم إلى كوبا.
وشدد على أن الطفل الذي قضى حياته في كوبا كان يرى أنه مستعد للموت من أجل كوبا لا من أجل المغرب، كما أثر نمط حياته بشكل كبير على تصرفاته وتعامله مع أفراد الأسرة.
وأوضح أن الفيلم الجديد يتحدث عن ثغرة قانونية في قانون الأمم المتحدة، حيث يتناول قضية تقع في منطقة الكركرات التي أعلنت منزوعة السلاح في الصحراء المغربية.
ومن ناحية أخرى أشار المخرج المغربي إلى أن المهرجان الدولي للفيلم يحظى هذا العام بتنوع كبير في الأفلام، وأنه يجمع العديد من الثقافات والرؤى السينمائية، ويؤكد على دور المغرب في إثراء الحركة السينمائية العالمية.
وحصل الفيلم على الجائزة الكبرى في المهرجان الوطني بطنجة العام الجاري، وافتتح التئام المغربية بابيدجان خلال الشهر الجاري.
ويميط الفيلم اللثام عن واحدة من أخطر القضايا الإنسانية التي تعيشها مخيمات "تندوف"، حيث يتعرض الأطفال للاستغلال من قبل جبهة بوليساريو وتنتهك طفولتهم في سبيل قضايا سياسية.
ويتناول الفيلم قضية الأطفال الذين يتم تهجيرهم إلى كوبا من مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري، ويحاول تسليط الضوء على هذه الفئة ومعاناة الأسر الصحراوية بسبب استغلال أطفالها القاصرين وتكوينهم ليصيروا أسلحة موجهة ضد بلدهم الأصلي وإخوانهم وعائلاتهم الذين ما زال الامتداد الأسري ساريا بينهم.