وتتمثل عيون وآذان الدفاع الجوي في أجهزة الرادار التي ينبغي عليها أن تكشف وسائط الهجوم الجوي المطلوب اعتراضها وتدميرها.
حاجة إلى حماية
وبطبيعة الحال، فإن عيون وآذان الدفاع الجوي تحتاج إلى ما يحميها، فبدونها لا تستطيع قوات الدفاع الجوي إنجاز مهمتها. ولهذا يركز مخططو الهجمات الجوية، نظريًا، على توجيه الضربات أولاً لرادارات الدفاع الجوي.
وفي وقت سابق، جرى استخدام المدافع الرشاشة من عيار ثقيل لحماية رادارات الدفاع الجوي من الهجوم الجوي. ولكن هذا السلاح فقدَ قدرا كبيرا من جدواه بعد ظهور وسائط الهجوم الجوي المتطورة، وبالأخص الطائرات المسيرة (درون) والصواريخ الجوالة (كروز) التي يتعذر إسقاطها بواسطة المدفع الرشاش.
يعمل على مدار 24 ساعة
وبالنسبة لقوات الدفاع الجوي الروسية يُعتقد أن وحداتها التي تملك رادار "نيوبيه" هي الأحوج إلى حماية، إذ أن رادار "نيوبيه" شيء ثمين، ولم يكن مصادفة أن يسميه جنود الدفاع لجوي بـ"اواكس الأرضي".
وخصص رادار "نيوبيه" لاكتشاف ومتابعة وتحديد هوية جميع أنواع وسائط الهجوم الجوي، الطائرات بما فيها طائرات "درون" وطائرات الهليكوبتر، والصواريخ الجوالة والبالستية. ويمكنه أن يعمل على مدار 24 ساعة يوميًا. وقد اختبرته القوات.
حارس اسمه فيرْبا
ومن أجل توفير الحماية لرادارات الدفاع الجوي من وسائط الهجوم الجوي العصرية تم في روسيا إيجاد أسلحة مناسبة من أهمها ما يسمى بـ"فيرْبا" (هذه الكلمة الروسية تعني شجرة الصفصاف) وهو صاروخ يحمله مطلقه على كتفه ويطلقه من الكتف.
ويمكن بل يجب استخدام صواريخ "فيرْبا" ضد أي طائرة أو صاروخ تمكنت من الإفلات من الصواريخ التي أطلقتها وسائط الدفاع الجوي الأخرى وليس ضد ما يستهدف رادارات الدفاع الجوي فقط.
وبنفس الوقت تعمل روسيا على تطوير وسائط الدفاع الجوي المتوفرة حاليًا لكي تقدر على التعامل مع الطائرات المسيرة المعادية بمزيد من الفعالية. فمثلا، يتواصل العمل على صنع الروبوت (الإنسان الآلي) القادر على اكتشاف الطائرات المهاجمة والتعرف عليها وتدميرها.