بالرغم من أن القرار قديم، منذ عام 2010، لكن أعيد التأكيد عليه، خصوصا أنه سابقا قد اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، بقضية منع الشورت في الحرم الجامعي، لكن الجدل تركز اليوم على موضوع النقاب، لبعده الديني، فبعض أطياف المجتمع السوري "القليلة" مازالت تعتبر النقاب من أساسيات اللباس عند المرأة.
الضرورات تبيح المحظورات
يبدو أن القرار أتى تطبيقا لهذه المقولة، فاليوم تعاني البلاد من مخاطر أمنية تستهدف المؤسسات بشكل عام، والمؤسسات التعليمية بشكل خاص، فلا يخفى على أحد الصعوبات الكبيرة والمخاطر وحالة الإحراج التي سيشعر بها حراس الحرم الجامعي في سورية، عند محاولتهم التأكد من هوية شخص ما، خصوصا عند حدوث حالة من الشك حول هوية الشخص الذي يدخل إلى المؤسسات التعليمة والتي قد تسبب في كثير من الأحيان مشكلات عند المداخل الرئيسية التي تتولى عمليات التفتيش والمراقبة.
استغلال النقاب في حالات الغش
وبحسب عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق، الدكتور محمد العمر، فإن البعض قد استغل النقاب للقيام بعمليات الغش في القاعات الامتحانية "تم ضبت شبان متنكرين يقدمون الامتحانات بالنيابة عن أخواتهم، كما تم ضبت طالبات تقدمن بالنيابة عن زملائهن"
وأضاف العمر "كيف لطالبة أن تدخل الامتحان دون أن نعرف صورتها الحقيقية أو وجهها، هذا لا يتناسب مع الجوانب التطبيقية أو القانونية، وليس فيه أي تدخل في الحريات الشخصية" بحسب موقع "شام أف أم".
حدوث تسرب إلى سكن الطالبات
ونوه العمر أيضا إلى أن هذا القرار مطبق في المدينة الجامعية، حيث تم ضبطت حالات لدخول شبان إلى الغرف مرتدين النقاب، منوها أنه سيتم طرح فكرة اللباس الموحد في الجامعات، والذي من الممكن أن يكون حلا مثاليا لهذه القضايا.
المشكلة قديمة وعانت منها القوى الأمنية
مشكلة استغلال النقاب في عمليات التهريب أو الدخول غير المصرح لا تقتصر فقط على الحرم الجامعي، فالمشكلة هي مشكلة أمنية في الأساس، حيث ضبطت القوى الأمنية السورية، في كثير من الحالات، عناصر إرهابية استغلت لباس المنقبات، لمحاولة تخطي الحواجز أو الهروب من وجه العدالة، وهي المشكلة التي أرّقت في كثير من الأحيان عناصر القوى المختصة، خصوصا أن بعض الانتحاريين التابعين لـ "داعش" (المحظور في روسيا) قدر ارتدوا النقاب في بعض عملياتهم، وهو ما يبرر الخوف الأمني، ليس من المنقبين كأشخاص، بل مما هو مخفي تحت النقاب.
من أهم متطلبات المراحل التعليمية والثقافية هو وجود بيئة سليمة ومستقرة بعيدة عن أي تهديد أو خطر أمني، بالإضافة إلى ضبط جميع مراحل العملية التعليمية، والتخفيف قدر الإمكان من حالات الغش والتسرب، فالجامعه هي واجه البلاد ومنارتها الحضارية، ومن الضروري أن تتمتع بضواط ومعايير تجعل من الطلاب على سورية واحدة أمام القانون وبما يقتضيه الوضع الحالي والأمني للبلاد.
(المقال يعبرعن رأي كاتبه)