وقفزت حصيلة ملاحقة الإعلاميين والصحفيين في العراق، من 30 إلى 100 في غضون شهر واحد فقط، في حصيلة مستمرة مع تواصل الأحداث في البلاد، وتزايد عمليات الاغتيال بكاتم الصوت التي تلاحق أيضا الناشطين، والكتاب البارزين الداعمين والمشاركين في المظاهرات التي تشهدها العاصمة، ومدن الوسط، والجنوب.
وأعلن رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، إبراهيم السراجي، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر، بأن حصيلة العنف حتى يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وثقت لدينا تعرض أكثر من 100 صحفي للاعتداء، والضرب، مع تحجيم ومهاجمة المؤسسات الإعلامية، وزادت بقتل المصور أحمد "المهنا"، وتعرض الصحفي "عبد الحسين عبد الرزاق"، واختطاف المصور زيد الخفاجي الذي مازال مختفيا ولا نعرف مصيره حتى الآن.
وكشف السراجي أن الصحفي عبد الحسين عبد الرزاق، الذي يعمل رئيس تحرير صحيفة الفيحاء التي تصدر في البصرة، نجا من محاولة اغتيال بعد مطاردته من قبل مسلحين بدراجة نارية، في منطقة الكرادة وسط بغداد.
ويؤكد السراجي أن التهديدات مستمرة بتصفية الصحفيين، وقسم منهم غادروا خارج البلاد، وإلى مناطق أخرى، وقسم آخر منهم اكتفوا وبقوا في بيوتهم.
واعتبر السراجي أن وزارة الداخلية عاجزة كونها لم تفتح حتى الآن، أي تحقيق بعمليات قتل، واستهداف الصحفيين في العراق.
وكشف عن توجه الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، إلى المحكمة الاتحادية، لإثارة القضية، لإسراع الإجراءات بعمل لجان تحقيقية بجرائم قتل الصحفيين، واختطافهم، منوها إلى أن عدد الصحفيين الذين قتلوا حتى الآن منذ انطلاق المظاهرات في البلاد في مطلع أكتوبر الماضي، بلغ 3 قتلى هم: إبراهيم الأعظمي الذي قتل برصاص قناص، وأمجد الدهامات في ميسان، وأحمد المهنا مؤخرا بالقرب من ساحة الخلاني المحاذية للتحرير.
وأفاد رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، في ختام حديثه، بأن عمليات قتل الصحفيين، وملاحقتهم بالتهديدات، والاختطاف، لا توجد تحقيقات بها من قبل الجهات الأمنية، وجميع هذه الجرائم قيدت ضد "مجهول".
وأعلن مدير المرصد العراقي للحريات الصحفية، هادي جلو مرعي، في تصريح خاص لمراسلتنا، الثلاثاء 26 نوفمبر الماضي، عن إصابة مصور تلفزيوني، أثناء تغطيته للتظاهرات في محافظة المثنى، جنوب غربي البلاد.
وأوضح مرعي أن المصور التلفزيوني يعمل لصالح قناة "دجلة الفضائية" أصيب في رأسه، أثناء تغطيته للتظاهرات التي تشهدها مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى.
من جهته أكد مراسل قناة "دجلة" في بغداد، سيف علي، في حديث لمراسلتنا، اليوم، أن زميله المصور مصطفى الركابي، أصيب برأسه، إثر العنف الذي رافق تفريق المتظاهرين من قبل قوات مكافحة الشغب، في السماوة.
وأصدرت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، أواخر نوفمبر الماضي، قرارا بإغلاق 8 فضائيات، و4 إذاعات، وإنذار 5 فضائيات أخرى، تحت ذريعة مخالفة السلوك المهني.
وحسب كتاب رسمي أطلعت عليه "سبوتنيك"، قررت الهيئة إغلاق مكاتب فضائيات كل من : العربية الحدث،و NRT، anb، ودجلة، والشرقية، والفلوجة، والرشيد، وهنا بغداد، لمدة ثلاثة أشهر.
وقررت الهيئة إغلاق المحطات الإذاعية (راديو الناس، وسوا، وإذاعة اليوم، ونوا، والحرة عراق)، فضلا عن توجيه إنذارات نهائية لكل من (السومرية، وآسيا، وروداو، وسكاي نيوز، وقناة اور).
وعملت جميع القنوات، والإذاعات المذكورة، على تغطية المظاهرات، حتى في الأيام التي حجب وقطع فيها الإنترنيت في العراق، منذ مطلع أكتوبر مع انطلاق الثورة الشعبية الكبرى لإقالة الحكومة، وحل البرلمان، ومحاكمة الفاسدين، والمتورطين بقتل المتظاهرين.
وأعتبر رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، هادي جلو مرعي، في تصريح لمراسلتنا، أن قرار هيئة الإعلام والاتصالات، سياسي بحت، بحق المؤسسات الإعلامية التي أغلقتها تحت ذريعة مخالفة السلوك المهني، مطالبا بحل الهيئة كونها تلبي ما تلميه عليها السلطة، بمنع الإعلام من تغطية التظاهرات.
وفي تصريح سابق، لمراسلتنا، أعلن رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، إبراهيم السراجي، الاثنين 11 نوفمبر الماضي، تعرض 30 صحفيا، ونحو 6 مؤسسات إعلامية، للانتهاكات أثناء تغطية التظاهرات التي تشهدها البلاد.
وأوضح السراجي أن الجمعية وثقت مقتل إعلاميين اثنين، الأول الإعلامي هشام الأعظمي، إثر رصاص قناص أثناء تغطيته التظاهرات في ساحة التحرير، وسط بغداد، مطلع أكتوبر الماضي، والإعلامي الثاني هو أمجد الدهامات، قتل في محافظة ميسان، أقصى جنوب البلاد.
وأكد السراجي أن الجمعية وثقت انتهاكات تراوحت ما بين الاعتقال، والمنع، والتهديدات، وغيرها، طالت 30 صحفيا وإعلاميا في العراق، أثناء تغطيتهم للتظاهرات.
وأضاف، كما وثقت الجمعية، تعرض نحو 6 قنوات فضائية، ساهمت في تغطية التظاهرات، الانتهاكات، والإغلاق، والتشويش، وقطع البث، منذ انطلاق التظاهرات في الأول من أكتوبر.
ولفت السراجي إلى أن الانتهاكات، من قتل واعتقالات، لم تطل الصحفيين، والإعلاميين فقط، بل استهدفت الناشطين، والمدونين أيضاً.
وينوه رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، إلى أن الجمعية ستصدر تقريرها قريباً، والذي سيكشف عن مجمل الانتهاكات التي طالت الإعلاميين، ومؤسسات الإعلام، خلال تغطية التظاهرات، والحصيلة منذ بداية العام الجاري.
وأفادت مراسلتنا، نقلا عن مصادر صحفية، الاثنين 4 نوفمبر الماضي، بأن مسلحين حاصروا كادر قناة فضائية، فيما تعرض عاملون في قناة أخرى للضرب على يد قوة أمنية، أثناء تغطية التظاهرات في العاصمة بغداد.
وحسب المصادر، حاصر المسلحون كادر قناة "nrt" الناطقة باللغتين الكردية والعربية، في بغداد.
من جهتها أدانت النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، في بيان تلقته مراسلتنا، مساء الرابع من نوفمبر الماضي، الاعتداء على فريق تصوير قناة "هنا بغداد" الفضائية على يد قوات مكافحة الشغب، في العاصمة.
وأتى في بيان النقابة: "ندين اعتداء قوات مكافحة الشغب على مراسل قناة هنا بغداد الفضائية، عمر فالح، خلال تغطية الاحتجاجات بالقرب من جسر الأحرار وسط العاصمة بغداد".
ونقلت النقابة عن الإعلامي عمر فالح قوله لوحدة الرصد الخاصة بها: "إن قوات مكافحة الشغب اعتدت علي أثناء تغطية الاحتجاجات القرب من جسر الأحرار، وتحطيم معداته بعد منعه من تغطية عبور المتظاهرين".
وتنوه النقابة الوطنية للصحفيين في العراق، إلى أن حرية العمل الإعلامي حق كفله الدستور العراقي، ولا يجوز لأي قوة منع القنوات الفضائية من تغطية التظاهرات، مطالبة القيادات الأمنية إنهاء التصرفات الفردية التي يقوم بها بعض عناصر القوات الأمنية تجاه الصحفيين، والإعلاميين.