وتساءل الخزاعلة: "كيف أوقع الاتفاقية وأنا لدي أكثر من بديل، ولا أحصل وفق هذه الاتفاقية على سعر تفضيلي، هذه خطوة ليست صحيحة أبدا".
ويعتبر الخزاعلة أن ورقة الضغط الأولى والأهم لدى الأردن في حال احتدت الأمور أكثر مع إسرائيل، هي أن "يتوحد الشعب [الأردني] مع القيادة بالطرح، فنكون حققنا من قوتنا ما يقارب 80 بالمئة، هذه ورقة القوة الأولى".
وأكد رئيس اللجنة البرلمانية أن هناك أوراق قوة أخرى بيد الأردن وهي "ضعف الكيان الصهيوني اليوم، فهو يمر بأسوأ حالاته عبر التاريخ، ولم يكن في مثل هذه الحال من قبل".
ويشرح الخزاعلة وجهة نظره بأن الجانب الإسرائيلي "منذ سبع أو ثماني شهور وهم غير قادرين على تشكيل حكومة، وهنالك فجوة مهولة، يعني ماذا تختلف إسرائيل البارحة عن اليوم؟ البارحة كان لديهم كل الأطراف متفقة على احتلال فلسطين، اليوم هنالك أصوات تقول لا".
ويرى الخزاعلة أن الكنيست الإسرائيلي أصبح يضم "صوتا عربيا يُسمع"، موضحا "لم تكن أصوات العرب مؤثرة في الكنيست كما اليوم، والعقيدة السياسية التي كانت موجودة لدى الصهاينة في الأربعينيات والخمسينيات مختلة، فالآن هذا شعب مترف ولديه رفاهية وحب للحياة. مجرد وقوع صاروخ في تل أبيب تجد غالبية الإسرائيليين يلجؤون إلى تحت الأرض".
واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني هذه العوامل "نقاط قوة"، متابعا: "لو كان لدينا إعلام لديه ضمير عربي ستكون النشرة الأولى في أخبارنا تتضمن موضوع الضعف والتراجع الإسرائيلي بدلا عن أن نكشف عورات بعضنا البعض".
وعلق الخزاعلة على أنباء التقارب في الآونة الأخيرة بين إسرائيل ودول عربية كدول الخليج، قائلا "نحن جزء مختلف، صحيح هنالك علاقات، ولا أنكر أن هنالك علاقات سواء ظهرت على السطح أو كانت تحت الطاولة"، متابعا: "إسرائيل تحتاج في النهاية لأن يكون الأردن آمنا مستقرا، هذا ليس لأن إسرائيل تحب الأردن، لكن هذا بحكم الجغرافيا هم مجبرون على أن لا تعم الفوضى الأردن حتى لا تمتد إليهم".
وإجابة عن سؤال حول عدم إلغاء اتفاقية وادي عربا مع إسرائيل أو اتفاقية الغاز، قال الخزاعلة: "ما هي المصلحة التي ستتحقق للأردن من إلغائها غير أن تكون ورقة ضغط. حسنا سأضغط على من؟ على إسرائيل، أنا مشكلتي ليست في إسرائيل بل فيمن يساند إسرائيل".
وأضاف الخزاعلة: "إذا أراد الأردن إلغاء اتفاقية دولية موثقة، إذن سيتم تصنيفي كما عدوي. ومن هو الذي يخترق الأنظمة والقوانين غير إسرائيل، وإذا أراد الأردن اللجوء إلى هذا السلاح فكأنه يستخدم سلاحاً غير سلاحه الذي يقاتل به دائما".
وأوضح رئيس اللجنة البرلمانية "أنا أحافظ على معاهداتي وكل المواثيق الدولية، وكان صوتنا عاليا لأننا نقول للعالم نحن مع ما وقعتم عليه"، مبينا "رجوع الغمر والباقورة إلى الأردن كان ضمن اتفاق، واليوم رضخ الإسرائيليين لأن ذلك بناء على الاتفاقية، والأردنيون لم يخرقوا أي اتفاق في السابق".
وأعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال الشهر الماضي، انتهاء العمل رسميا بملحقي الباقورة والغمر في اتفاقية "وادي عربا" وفرض سيادة الأردن الشاملة عل كل شبر في البلاد.
ووقع الأردن في العام 1994 مع الجانب الإسرائيلي اتفاقية وادي عربا، وتلقى الاتفاقية رفضا شعبيا أردنيا ومطالبات بإلغائها، إضافة إلى اتفاقية وادي عربا، فإن اتفاقية الغاز بين الأردن وإسرائيل لا تحظى بشعبية أيضا.
بدورها شركة الكهرباء الأردنية وقعت، في عام 2016، مع شركة "نوبل إنيرجي" الأمريكية اتفاقية، تسري عام 2019، لاستيراد 40 بالمئة من حاجة الشركة من الغاز الطبيعي المسال لتوليد الكهرباء من إسرائيل.