وقالت مصادر ليبية في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" إن ما يسمى مليشيا "الردع"، التي يقودها عبد الرؤوف كاره، المحسوب على التيار السلفي، هاجمت السجون التي كانت تحت سيطرة هيثم التاجوري ونقلت الأسرى إلى منطقة غير معلومة.
وقالت المصادر إن "الهدف من نقلهم إلى مكان غير معلوم هو مساومة قوات الجيش الليبي بهم، حال دخوله طرابلس، خاصة في ظل مساندة أنصار وضباط من الجيش الليبي في عهد القذافي للمشير خليفة حفتر وهم يمثلون نسبة كبيرة في القوات المسلحة، الأمر الذي يفسح المجال للمساومة بقيادات النظام السابق الذين ظلوا في الأسر رغم بعض الأحكام التي برأت بعضهم".
من ناحيته، قال الدكتور محمد زبيدة أستاذ القانون الدولي الليبي، إن: "المليشيات تعمل على استخدام الأسرى في الوقت الراهن كورقة رابحة، بحيث تضمن المساومة بهم".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك": "المليشيات الحالية أيقنت أن المعركة ستنتهي لصالح الجيش خلال الأيام المقبلة، وأنها تسعى للحفاظ على ممتلكاتهم وأسرهم من خلال ورقة الأسرى، خاصة أن هناك نحو 60 من القيادات والأفراد بحوزتهم، وأن بعضهم صدر بحقهم حكم الإعدام، إلا أنه لم ينفذ، إثر الطعون المقدمة على الأحكام التي صدرت من محاكم غير مستقلة تخضع لسلطة المليشيات".
من ناحيته، قال عثمان بركة القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، إن "البعثة الأممية تورطت في الإبقاء على الأسرى لدى المليشيات، بشرعنتها لها من خلال اتفاق الصخيرات".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، الأحد أنه
"لا يمكن حصر عدد الأسرى في سجون المليشيات، إلا أن القيادات المعروفة حتى الآن هم عبدالله منصور، عبدالله السنوسي، والساعدي القذافي، إلا أن هناك العديد من الأفراد الذين تم نقلهم دون معرفتهم".
وأوضح أن "أسرى الحرب من النظام السابق تحت يد جماعات إرهابية ومتطرفة تشكل خطورة على دول المنطقة بشكل كامل، وأن جماعة الإخوان المدعومة من تركيا وقطر في ليبيا تمتلك الأسلحة والمال والعتاد، ما ساعدهم في استمرار جرائمهم طوال الفترة الماضية".
وتابع "لكن نقلوا إلى سجن تحت سيطرة ما يدعى بكارة، وهو أحد من يتحدثوا باسم السلفية وباسم الدين ويقود قوة الردع".
وأشار إلى أن الجماعات في طرابلس ليس لديها أي أخلاق ويمكن أن تقتل أي فرد دون أية حسابات، خاصة أنهم في المرحلة الأخيرة من الانهيار بعد حصارهم من قبل جيش القبائل وأنصار النظام السابق، والقوات المسلحة.
فيما أكدت سيرين علي المحللة السياسية الليبية، أن "المعلومات تشير إلى أن هناك اتفاقية سرية لتسليم الأسرى للجيش الليبي مقابل عدم التعرض لبعض المليشيات".
وأضافت أن "الصورة غير واضحة حتى الآن، خاصة أن المليشيات لا عهد لها، ولا أحد يعرف ما هي ملابسات الاتفاق أو الأهداف الكاملة منها، أو في أي إطار يمكن استغلالهم".
وتشهد العاصمة الليبية اشتباكات عنيفة منذ أيام، بعد بدء عملية الاجتياح الكبير التي أشار لها المشير خليفة حفتر في كلمة متلفزة.
وكانت العملية بدأت في الرابع من أبريل، حيث تحرك الجيش الليبي نحو الغرب في عملية أسماها بـ "تحرير طرابلس"، فيما وصفتها حكومة الوفاق بأنها اعتداء على العاصمة.