الجزائر- سبوتنيك. وتمكن الشعب من فرض إرادته في عام المسيرات، وحمل بوتفليقة على الاستقالة ليثبت إمكانية التغيير سلميا.
22 فبراير عيد وطني جديد
من فبراير/شباط إلى غسطس/آب كلها أشهر تذكر الشعب الجزائري بكفاح أسلافه ضد المحتل الفرنسي، وبعد أكثر من نصف قرن، تحصّل جيل الاستقلال على شهره "فبراير" الذي منع الشعب فيه بوتفليقة من البقاء في الحكم مع مرضه، وجنّب حسب أقوال المتظاهرين، تلطيخا أبديا لصورة الشعب الجزائري ونضالاته الطويلة، وسياسيا، وأجبر الحراك الشعبي السلطة لأول مرة على وصف واجهتها السياسية بالعصابة.
لم يكتف الحراك الشعبي في الجزائر، برحيل بوتفليقة بل بقي متواصلاً مطالباً بتغيير النظام، وبإطلاق سراح سجناء الرأي، حيث سار الجزائريون في كل فصول السنة، في شهر رمضان في العطل وفي الأعياد، ضغطٌ متواصل أضفى يقول محدثنا إلى " تحييد الشبكات الزبائنية، للنظام من جمعيات وأحزاب، حيث فجر الحراك التحالف الرئاسي (أحزاب شكلت تحالف داعم لرئيس الجمهورية المستقيل عبد العزيز بوتفليقة) وحيّد جمعيات المساندة، وأجبر السلطة على تنظيم انتخابات بأدنى نسبة مشاركة منذ الاستقلال (انتخابات 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي 39.88).
على المستوى القضائي، شهدنا يواصل محدثنا "لأول مرة محاكمة وزراء أولون ووزراء وجنرالات و مسؤولين كبار"، و أدانت المحكمة العسكرية السعيد بوتفليقة مستشار وأخ الرئيس السابق بالسجن لخمسة عشر ستة رفقة محمد مدين وبشير طرطاق مديرا جهاز الاستخبارات السابقين، بتهمة "المساس بسلطة الجيش" و"المؤامرة ضد سلطة الدولة"، كما أدانت المحاكم المدنية العديد من الوزراء ورجال الأعمال المقربين من بوتفليقة بتهم فساد عديدة.
وأضاف "تصالح الجزائريون مع بعضهم في الفضاء، العام بعدما كانت مباراة كرة قدم تشعل عنفا دمويا، منذ بداية الحراك تراجع العنف في المجتمع، وتصالح الجزائريون مع الشرطة ووحدات مكافحة القمع، لا الشرطة تخاف من الشارع ولا الشارع يخاف من الشرطة، الحراك حرر الجزائريين من عقدة الخوف من بعضهم البعض، من السلطة، من الدولة، من الشرطة، وحرر الشرطة أيضا من عقدة الخوف من أن يتظاهر المجتمع"
كما كان الحراك مدرسة لتعليم السياسة. "نقاش، تبادل و تحاور مفتوح عل مدار عشرة أشهر أعاد الجزائريون للاهتمام بالشأن العام، وأثرا المعجم السياسي للفرد الجزائري.
الحراك أيضا حطم جدران سوء الفهم بين مختلف مناطق الجزائر و مختلف مكوناته وأسقط جميع محاولات التفرقة الحراك كشف عن نضج في بناء الجزائرية و استعدادها لتجهيز نفسها بدولة قانون".
وبرغم المشاحنات، والآراء الحادة، يبدو أن الحراك الجزائري المتواصل، وتأثيراته الآنية والقادمة، يمكن اعتبراه أهم حدث في تاريخ الجزائر الحديث منذ ثورة نوفمبر 1954.