وأضاف الحلو مخاطبا رئيس الوزراء بأن التاريخ وضعه على قمة المسؤولية في هذه المرحلة المفصلية مما يتطلب منه اتخاذ قرارات حاسمة من أجل الحفاظ على وحدة السودان وذلك بإعلان دولة علمانية ديمقراطية وموحدة على أسس جديدة، وفقا للانتباهة.
وقال الحلو إنهم في الحركة الشعبية ينادون بضرورة بناء دولة علمانية تقوم على الفصل التام بين الدين والدولة بحيث تقف الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان وتقوم على الحقوق والواجبات، وإن الأساس في هذه الدولة المواطنة الإنسانية بغض النظر عن الدين والعرق واللون أو الجهة أو النوع.
وكان رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك قد وصل إلى مدينة كاودا بولاية جنوب كردفان، في أول زيارة لمسؤول حكومي لهذه المنطقة التي تسيطر عليها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو منذ 9 سنوات.
وحظي حمدوك ووفده المرافق باستقبالات حاشدة في مدينة كاودا من السكان وقيادات الحركة الشعبية، يتقدمهم الجنرال عبد العزيز الحلو.
وغادر رئيس وزراء السودان إلى مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان فجر الخميس، ومنها استقل طائرة مروحية تتبع لبرنامج الغذاء العالمي إلى كادوا.
ورافق حمدوك وزراء: الإعلام فيصل محمد صالح، والصحة أكرم علي التوم، والزراعة، بالإضافة إلى المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي.
ووصف حمدوك في تغريدة على صفحته بـ"تويتر" الزيارة بالتاريخية والمهمة، وهي تلبية للدعوة الكريمة التي تلقاها من القائد عبدالعزيز الحلو، قائلاً: "إنها لن تكون الأخيرة من نوعها".
وأضاف: "هذه فرصة عظيمة لأؤكد لأهلنا في كاودا ولجميع السودانيين أن حكومتكم الانتقالية تسعى جاهدة لتحقيق السلام الشامل والعادل، وأنها تُولي اهتماماً متعاظماً بجميع مناطق السودان، خاصة المناطق المتأثرة بالحرب والتي ظلّت مهمشة لعقود طويلة".
وظلت كاودا معزولة تماماً طوال 9 سنوات بسبب الحرب الضارية بين حكومة الرئيس المعزول عمر البشير، ووصلها مدير برنامج الغذاء العالمي لأول مرة بعد نجاح الثورة الشعبية وتشكيل حكومة انتقالية، والتي سمحت له بهذه الزيارة التاريخية.
وظل الرئيس المعزول عمر البشير طيلة السنوات الماضية يتوعد بأنه سيصلي فريضة الجمعة بكاودا بعد طرد الحركة الشعبية المسلحة منها، لكنه فشل حتى رحل من السلطة بثورة شعبية 11 أبريل/ نيسان الماضي.