وتعهد سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد بعد توليه السلطة أمس السبت بانتهاج السياسة الخارجية لسلفه، الذي حظي بدعم الغرب، والتي حققت بها مسقط التوازن في العلاقات بين جارتيها الكبريين السعودية وإيران وأيضا الولايات المتحدة.
وقالت إلينا ديلوجر وهي الزميلة الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "سيكون تحديه من الآن فصاعدا هو الإسراع بتكوين علاقاته الشخصية مع الشركاء الأجانب وتوضيح موقفه المرجح أن يبقى على نفس مسار السياسة الخارجية لعمان".
وتمكن قابوس، الذي توفي يوم الجمعة، عن عمر 79 عاما، من الحفاظ على حياد سلطنة عمان، إذ لم تنحز مسقط لأي طرف في الخلاف الخليجي مع قطر وساعدت في التوسط في محادثات سرية بين واشنطن وطهران عام 2013 أفضت بعد ذلك بعامين إلى إبرام الاتفاق النووي الدولي الذي انسحبت منه واشنطن في 2018.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قابوس بأنه شريك حقيقي لبلاده، عمل مع تسعة رؤساء أمريكيين مختلفين.
وأضاف في بيان "جهوده التي لم يسبق لها مثيل من أجل الحوار وتحقيق السلام في المنطقة أظهرت لنا أهمية الإنصات لكل وجهات النظر".
وقالت الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء بوريس جونسون والأمير تشارلز وصلا إلى مسقط من أجل مراسم العزاء لأطول الحكام العرب بقاء في السلطة والذي أصبح سلطانا في انقلاب عام 1970 بمساعدة من القوة الاستعمارية السابقة بريطانيا. ومن بين الشخصيات الغربية الكبيرة التي توجهت إلى مسقط أيضا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
وتولى هيثم السلطة في وقت يشهد توترا متصاعدا بين إيران والولايات المتحدة قد يزعزع استقرار منطقة حيوية بالنسبة لإمدادات النفط العالمية.
وبوفاة السلطان قابوس، يصبح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (90 عاما)، والذي كان في مسقط أيضا اليوم الأحد، آخر الزعماء القدامى في منطقة الخليج. وشهدت المنطقة ظهور حاكمين من الشباب في الرياض وأبو ظبي ينتهجان أسلوب المواجهة في السياسة ويعقدان العزم على كبح نفوذ إيران.