قررت مجلة "ناتشونال إنترست" تخيل الحرب الأمريكية مع إيران.
وأشار الكاتبان ريد بولي ودانييل هاليسي إلى أن العلاقات الآن بين البلدين تشبه الزحليقة. أولا كان تصعيد وبعد ذلك بدأت التهدئة، "كلا الجانبين تراجعا عن الهاوية". ومع ذلك، ما زالوا يظهرون استعدادهم للمخاطرة، لذلك يبقى احتمال الحرب.
وأكد الخبراء أنه إذا قررت الولايات المتحدة غزو إيران، فسيكون ذلك أخطر خطأ في السياسة الخارجية منذ حرب فيتنام.
وقال الخبراء: "ستكون الحرب من أجل تغيير النظام في طهران أكثر تعقيدًا من الحرب في العراق. في آذار/ مارس 2003، وجهت فرقة المشاة الثالثة وفرقة قوات المشاة البحرية الأولى الضربة الرئيسية لبغداد في الحملة البرية.
للمقارنة، مساحة إيران أكبر بمقدار الثلثين من مساحة العراق وأفغانستان معا، وتغطيها الصحارى والجبال. من المحتمل أن تسمح الجغرافيا بتوفير المأوى للقوات المسلحة أوالمعارضين للتدخل.
علاوة على ذلك، فإن أي رئيس يعتقد أن العمليات العسكرية في إيران "ستمضي بسرعة كبيرة" يجب أن يتذكر أبريل/ نيسان 1980. حينها، أمر جيمي كارتر، وهو يحاول وضع حد لأزمة الرهائن في إيران، قوات دلتا فورس الخاصة بإرسال ثماني مروحيات إلى البلاد وإنقاذ الرهائن. ومع ذلك، لاحظ كينيث بولاك، وهو محلل استخبارات سابق بوكالة الاستخبارات المركزية، "الخطة لم تنجح بسبب الطقس لدى العدو". نتيجة للعاصفة الرملية، واجهت ثلاث طائرات من أصل ثماني طائرات مشاكل ميكانيكية، وتحطمت مروحية إس-130 المحملة بالوقود.
مات ثمانية من قوات الكوماندوز الأمريكي، وتم إلغاء العملية، وانهارت رئاسة كارتر.
أخيرًا، تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2003 ، لسبب ما، اختار صدام حسين تكتيكات حرب واضحة جدا. من غير المرجح أن ترتكب إيران مثل هذا الخطأ. تشير عقائدها العسكرية إلى تكتيك أكثر مثالية.
هنا، يتذكر المؤلفون التدريبات العسكرية "Millennium Challenge 2002"، التي قامت فيها مجموعة تحاكي القوارب السريعة الإيرانية بإرسال 19 سفينة أمريكية إلى القاع.
وخلص الصحفيون إلى القول "لا تتوقعوا أن يقاتل العدو وفقًا لقواعدكم".
إذا علم العراق أمريكا درساً، فإن هذا الدرس هو أن الحرب لا تتوقف، حتى عندما يتم تنفيذ الأهداف الأولى. وكما قال الخبير الاستراتيجي البريطاني الراحل باسيل ليدل هارت: "إذا ركزت فقط على النصر، دون التفكير في العواقب... فإن السلام الذي سيأتي سيكون ضعيفا، و يحتوي على براعم حرب جديدة".
لفهم مدى نجاح العملية، يستخدم المحللون المؤشر نسبة القوات العسكرية المنتشرة لكل ألف نسمة. هكذا، في العراق حتى عام 2007 كان هناك نحو 169000 مقاتل من قوات التحالف. أي حوالي 6 جنود لكل 1000 شخص. يبلغ عدد سكان إيران 81 مليون نسمة، أي أكثر بثلاثة أضعاف العدد في العراق في عام 2003.
وأكد المؤلفون: "أنه من خلال الإطاحة بالنظام الإيراني، يمكن للرئيس الأمريكي بناء "جسر غير مستقر" في المنطقة. في الوقت الذي تتوازن فيه واشنطن وطهران على شفا الحرب، يجب أن يفهم الطرفان بوضوح ما ينتظرهما إذا ما وقعا في "الهاوية".