أزمات سياسية واقتصادية
قال اللواء ماجد القيسي الخبير العسكري العراقي لـ"سبوتنيك"، إذا أصر العراق على إخراج التحالف الدولي ومن ضمنه القوات الأمريكية، أعتقد ستكون هناك عقوبات وقد لوح ترامب ووزير خارجيته بهذا الأمر.
وتابع القيسي، هذا بجانب تأزم العلاقات السياسية والدبلوماسية بين العراق وأمريكا، وبالتالي سيكون هناك تباعد كبير وفجوة واسعة ما قد يؤثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية في العراق، كما يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تطالب العراق بدفع تكاليف القواعد التي تقول أنها قد أنفقت عليها، وهو ما يمثل مزيد من الضغوطات.
لا يعترفون بالحكومة
وأوضح القيسي، رغم أن الحكومة العراقية تصرح بضرورة إجلاء قوات التحالف عن العراق ومن بينها القوات الأمريكية، إلا أن هذا الجانب غير مكتمل من الناحية القانونية، والأمريكان ينظرون إلى ما صدر عن البرلمان العراقي على أنه قرار وليس قانون، وستشهد الأيام القادمة تطورات حيث أعاد التحالف الدولي عملياته ضد داعش اليوم الخميس بعد تعليقها خلال الأيام العشر الماضية.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن وضع القوات الأمريكية في العراق اليوم يختلف عن وضعها في العام 2014 كما يختلف وضعها قبل العام 2011 عن العام 2003 عندما دخلت بغداد، حيث كانت في العام 2011 وما قبلها قوات احتلال، وفي العام 2014 جاءت كقوات مساعدة للقوات العراقية مع دول أخرى بناء على طلب العراق ووفقا لاتفاقيات سابقة في إطار التعاون الاستراتيجي، وسبق أن قال بومبيو سوف نناقش وضع قواتنا في العراق في ظل حكومة منتخبة، وهذا الكلام الذي قيل قبل يومين كانت له معاني كثيرة.
غياب التوافق
خسائر الانسحاب
من جانبه، قال عبد القادر النايل المحلل السياسي العراقي لـ"سبوتنيك": "أمريكا قادرة على فرض عقوبات اقتصادية شديدة لها تأثيرات قوية على الشعب العراقي من محورين، أولهما أن يتم إيداع مبالغ النفط العراقي في البنك الفيدرالي الأمريكي، ولها حماية خاصة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية تجدد، سنويا، عند الشهر الخامس، فإذا رفع الحماية عنها فهناك ديون تصل إلى 66 مليار دولار، وسيأخذون الأموال خلال 24 ساعة مما سيضع العراق في انهيار اقتصادي كبير".
وأضاف النايل المحور الثاني يتمثل في أن العملة العراقية المحلية لها هي الأخرى حماية خاصة عززت وجودها أمام الدولار، فإذا رفعت الحماية عنها من الولايات المتحدة الأمريكية فإن قيمتها ستنهار، مما سيزيد تضخم السوق العراقي، وسينعكس ذلك على القدرة في شراء الاحتياجات الغذائية للمواطنين،
ومن ناحية أخرى فإن بإستطاعة أمريكا منع وصول الدولار للعراق، ومن حق الرئيس الأمريكي قانونياً ذلك، مما سيجعل العراق ينهار اقتصاديا.
وفي 3 يناير/ كانون الثاني الجاري، قتلت الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، في غارة جوية قرب مطار بغداد.
وردت إيران، بعدها بـ 5 أيام، بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين تستضيفان جنودا أمريكيين، شمالي وغربي العراق.
وأثارت المواجهة العسكرية الأمريكية الإيرانية، غضبا شعبيا وحكوميا واسعا في العراق، وسط مخاوف من تحول البلاد إلى ساحة نزاع مفتوحة بين واشنطن وطهران، وعلى خلفية الصراع، قررت بغداد إخراج القوات الأجنبية من البلاد، لكن واشنطن ترفض ذلك، وهدد الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على بغداد.