وقال مراسل "سبوتنيك" في الحسكة إن هذه المأساة التعليمية التي تواجهها الأجيال السورية الجديدة، والواقع المرير لعشرات آلاف التلاميذ حيث الازدحام الهائل في المدارس الحكومية، وضمن الحلول المستمرة من قبل الجهات المحلية، افتتحت مديرية تربية الحسكة مدرستين جديدتين تضم كل منها 13 غرفة صفية مسبقة الصنع مقدمة من "اليونيسيف"، لتضاف إلى الغرف الصفية مسبقة الصنع التي وضعت في باحات المدارس أو في المباني الحكومية الخدمية التي تم الاستعانة بها وتحويل بعضها إلى مدارس.
وقالت مديرة تربية الحسكة إلهام صورخان لـ سبوتنيك "إن المديرية افتتحت مدرسة مكونة من الغرف الصفية مسبقة الصنع، تم وضعها في المنطقة الواقعة بين مركز مدينة الحسكة وحي غويران لتكون قريبة من منازل التلاميذ لافتة إلى أنها ستخصص لتلاميذ المرحلة الأولى من التعليم الأساسي وسيتم اعتماد الدوام النصفي فيها ( صباحي ومسائي)."
وأشارت صورخان إلى أن الغرفة الصفية الواحدة تستوعب 60 تلميذا ما سيسهم في معالجة مشكلة ارتفاع أعداد التلاميذ في الشعبة الصفية الواحدة وتخفيف الضغط عن بقية المدارس حيث تستوعب المدرسة بشكل إجمالي 1500 طالب وطالبة.
وأوضحت صورخان أن هذه الإجراءات تأتي نتيجة استمرار تنظيم " قسد" أو ما يسمى " الوحدات الكردية " في إغلاق المدارس الحكومية بقوة السلاح و بدعم من القوات الأمريكية، وفرض المناهج الكردية على كافة مكونات المجتمع في الجزيرة السورية ما زاد من الضغط الكبير على المدارس الحكومية الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية في مدينتي الحسكة و القامشلي.
يشار أن عدد الغرف الصفية مسبقة الصنع التي تم تركيبها في مدارس المحافظة في الفترة الممتدة من عام 2016 وحتى تاريخه 192غرفة صفية موزعة في مدينتي الحسكة والقامشلي.
تعنت "قسد" مستمر
ومع استمرار رفض سكان الحسكة تدريس أبنائهم المناهج "الكردية"، بلغ عدد المدارس السورية التي أغلقها تنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي في المحافظة مدارس من جميع المراحل في مختلف أنحاء الحسكة من أصل 2423 مدرسة، في حين لا تزال هناك عشرات المدارس المدمرة بفعل قصف طيران "التحالف الأمريكي" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، وقد أدت هذه الممارسات إلى حرمان عشرات آلاف الأطفال من التعليم بحسب مديرة تربية الحسكة.
وشرحت صورخان تحوّل سعي الطلاب في محافظة الحسكة للحصول على التعليم الحكومي إلى مهمة شاقة ونضال يومي جراء المسافات والصعوبات التي يقطعونها للوصول إلى مدارسهم، ما شكل ضغطا هائلا على المدارس القليلة المتبقية في مناطق سيطرة الجيش العربي السوري في المحافظة "وعلى نهج تنظيم "داعش" الإرهابي في شرق الفرات، أغلق تنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي عددا كبيرا من المدارس الثانوية بداية العام الدراسي الحالي، وذلك بعد إغلاق التنظيم جميع مدارس المرحلتين الابتدائية والإعدادية بسبب رفض الأهالي لمناهجه".
ضغط شديد على المدارس الحكومية
وتابعت صورخان بالقول إن أعداد الطلاب ضمن التجمعات التعليمة الحكومية في مدينتي الحسكة والقامشلي وصلت إلى أكثر من 104 ألاف يتم استيعابهم جميعاً ضمن 16 تجمعاً تعليميا، ثمانية منها في مدينة الحسكة وثمانية أخرى في مدينة القامشلي، مشيرة إلى أنه يتم توزيع الطلاب والتلاميذ على فترتي دوام صباحية ومسائية، حيث يصل عدد طلاب الشعبة الصفية الواحدة إلى أكثر من 100 طالب، بالرغم من تأمين عدد من المباني الحكومية الأخرى وتحويلها لمدارس للحلقة الأولى.
استيعاب المهجرين من مناطق الحدود
وأوضحت صورخان أن مديرية تربية الحسكة استوعبت جميع طلاب وتلاميذ مدارس مدينة رأس العين المحتلة من قبل الجيش التركي الذي بدأ هو الأخر بالتعاون مع المجموعات التركمانية المسلحة بالسيطرة على المدارس الحكومية وتحويلها إلى مدارس تدرس المناهج التركية وهو ما يرفضه السكان الذين التحق عدد كبير من أبنائهم بالمدارس الحكومية في الحسكة و القامشلي.
ويعد المنهاج التركي الثالث من نوعه الذي يفرض على الأطفال و التلاميذ في أرياف محافظة الحسكة ومناطق شرق الفرات بعد مناهج "جبهة النصرة" و تنظيم "داعش" و منهاج "قسد" ، والتي رفضها جميعا السكان المحليون ما جعل أجيالا كاملة تفقد حقها في التعليم الحكومي المعترف به دولياً.
