ومن داخل مستشفى الجملة العصبية الكائن قبالة المركزي التجاري "مول النخيل"، ووزارة الداخلية في بداية شارع فلسطين، شرقي بغداد، يرافق المتظاهر حيدر إبراهيم صديقه المصاب برأسه إثر رصاصة تلقاها أثناء مشاركته في اعتصام المحتجين في الطريق السريع "محمد القاسم"، بعد قطعه بشعل من إطارات السيارات.
وكشف المتظاهر "حيدر إبراهيم"، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، أن قوات مكافحة الشغب استخدمت الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المحتجين من جسر محمد القاسم، ما أسفر عن إصابة نحو 30 محتجا من بينهم صديقي، ومقتل اثنين.
ونوه إبراهيم، إلى أن أغلبية الجرحى، إصاباتهم في منطقة الرأس، مشيرا في الوقت نفسه، لم يتراجع المحتجون من الجسر، وتمسكوا به دون التخلي عنه أو الإنسحاب منه رغم استمرار قوات مكافحة الشغب بإطلاق الرصاص، والقنابل باتجاهنا.
وعند النهار، قام محتجون بقطع الجسر السريع الدولي الذي قارب عمره الـ40 عاما، بإحراق إطارات السيارات، تصعيدا للاحتجاجات التي تشهدها العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب مع انتهاء المهلة الدستورية لتكليف رئيس للحكومة بلا المستقيل عادل عبد المهدي الذي يدير المنصب حاليا تصريفا للأعمال.
يذكر أن جسر "محمد القاسم" أنشأ سنة 1980 من خلال شركتين ألمانية، وكورية، ويبلغ طول الطريق ذهاب وإياب 23 كم بواقع 19 كم جزء أرضي، و4 كم مجسرات، عدا الجسور العابرة والبالغ عددها 12 جسرا.
وبدأ محتجون في مناطق من شرقي العاصمة بغداد، مثل مخرج حي المعلمين، وطرق رئيسية من مدينة الصدر، والبلديات، وشارع فلسطين، وغيرها، بالإستعداد لإغلاقها بعد منتصف ليلة اليوم.
وشهدت العاصمة بغداد، الأحد، 19 يناير/ كانون الثاني، ازدحامات مرورية خانقة، بعد خروج الطريق السريع "محمد القاسم" عن الخدمة، وسط استعدادات لإعلان عصيان مدني، اليوم الاثنين.
ويواصل المتظاهرون في بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، ثورتهم الشعبية الكبرى حتى الآن، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، لتغيير الحكومة، وإجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.