وبيان السفارة الأمريكية في ليبيا والذي نشر "على عجل" بخطأ واضح في التغريدة على صفحتها في "تويتر" والذي شددت فيه على ضرورة استئناف النفط الليبي وشعورها "بالقلق العميق" لأنه يسبب على حد زعمها "مزيد المعاناة غير الضرورية للشعب الليبي" لتعطي بعده توجيها فوريا بأن "تُستأنف عمليات المؤسسة الوطنية للنفط على الفور".
نشعر بقلق عميق من أنّ إيقاف عمليات المؤسسة الوطنية للنفطقد قد يهدّد بتفاقم حالة الطوارئ الإنسانية في #ليبيا والتسبب في مزيد المعاناة غير الضرورية للشعب الليبي. يجب أن تُستأنف عمليات المؤسسة الوطنية للنفط على الفور. https://t.co/NWvIdYADAq
— U.S. Embassy - Libya (@USAEmbassyLibya) January 21, 2020
هذه التغريدة بما حملته من رسائل سياسية اقتصادية، والتي أتت بعد أخبار عن قيام السفير الأمريكي بجولة "مكوكية" في الأمس متنقلا بين، قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، لمحاولة حل المشكلة، ما هي إلا مؤشر واضح على أثر النفط الليبي الكبير على الأسواق العالمية، والذي ظهرت خسائره في الأمس، بحسب التقارير العالمية.
حفتر يستخلص من عبر التاريخ
من المؤكد أن قائد الجيش الوطني الليبي، قد قرأ التاريخ، واستخلص العبر، من الحرب التي خاضتها كل من سوريا ومصر في عام 1973 (حرب 6 أكتوبر/تشرين) والتي شارك فيها شابا وحقق فيها البلدان انتصارا، والدور الذي لعبه النفط في تلك الفترة، حيث أوقفت السعودية ودول الخليج صادرات البترول كامل.
بالإضافة إلى ذلك قامت كل من الجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى بحظر الصادرات النفطية إلى أمريكا، مما خلق أزمة طاقة استخدمت كورقة ضغط عالمية.
كيف يؤثر النفط الليبي على السوق العالمي؟
تعمل في ليبيا عدة شركات وطنية بالإضافة إلى عدد كبير من الشركات العالمية على رأسها شركة "إيني" الإيطالية التي تعد أكبر الشركات النفطية في ليبيا، و"توتال" و"شلمبرجير" الفرنسيتان، و"إكسون موبيل" و"كونوكو فيليبس" و"بيكر هيوز" و"هاليبرتون" الأميركية، وشركة "فينتر شال" الألمانية وشركة "أو أم في" النمساوية و"بريتش بتروليوم" البريطانية و"غاز بروم" و"تات نفت" الروسيتين، و"ريبسول" الإسبانية و"سوناطراك" الجزائرية. فضلا عن العديد من الشركات الأخرى من بينها شركات أميركية وتركية وصينية ومصرية تعمل في مجال الحفر بحسب "الجزيرة"
جميع هذه الشركات تستثمر في ليبيا، وتستفيد من النفط الليبي، وتصدر إلى الخارج، حيث يسجل حقل الشرارة لوحدع 300 ألف برميل يوميا، بينما يبلغ إنتاج حقل "الواحة" 100 ألف برميل، بالإضافة إلى عدد كبير من الحقول النفطية، تأخذ حيزا كبيرا من سوق النفط العالمية.
وبحسب معهد "ستراتفور" فإن "اضطرابا كبيرا في ليبيا سيجبر الدول الغربية على الاستجابة لفتح احتياطاتها النفطية الإستراتيجية"
وأضاف المعهد بحسب "الوسط" أنه على الرغم من "احتمال تكيف السوق مع الانقطاع الليبي قصير الأجل، على الأقل، لا يزال من مصلحة القوى الأوروبية، وكذلك الولايات المتحدة، الحفاظ على استقرار الصادرات".
من المتوقع أن المشير حفتر، وهو عسكري قديم، وسياسي بارع، قد أخذ هذه النقطة بالحسبان، ليستثمرها كمصدر قورة، بالإضافة للانتشار العسكري الواسع الذي حققه مؤخرا على الأرض، لفرض شروطه في المفاوضات سياسيا وعسكريا.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه).