الجبهات الممتدة من سهل الغاب في ريف حماة شرقاً وحتى الحدود السورية التركية شمالاً، لطالما بلغت سخونتها درجات قياسية خلال السنوات السبع الأخيرة، حيث شهدت سلسلة من المعارك الطاحنة في تاريخ الصراع بين الجيش السوري وبين المسلحين الوافدين (المهاجرين) إلى سوريا من شرق آسيا والبلقان، كما شهدت بعض أكثر المجازر دموية التي ارتكبها هؤلاء بحق سكان قرى وبلدات تلك المنطقة.
مراسل "سبوتنيك" في ريف اللاذقية رصد التزام وحدات الجيش السوري على تلك الجبهات، تطبيقا لاتفاق (وقف إطلاق النار) الذي رعاه الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو أثناء استقباله الرئيس التركي.
وأشار المراسل إلى أن الأجواء الميدانية تشهد هدوءا حذرا يتخلله تراجع تام للخروقات المصنفة بـ"الكبيرة"، على التوازي مع استمرار الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لفتح وتأهيل طريق (اللاذقية-حلب/ M4) من عقدة "البصة" ضمن مدينة اللاذقية، وحتى عمق 40 كم قرب معاقل مسلحي "جبهة النصرة" و"الحزب الإسلامي التركستاني" وتنظيم "جماعة الألبان" وفصائل أخرى تدين بالولاء للجيش التركي... وهذا العمق الذي يصل إلى بلدات "بداما" و"الناجية" الشهيرتين في تاريخ الحرب، تعدان آخر المناطق الآمنة التي يسيطر عليها الجيش على القسم الساحلي من الطريق الدولي (M4).
مصدر ميداني قال لمراسل "سبوتنيك" أن الجيش السوري يلتزم وقف إطلاق النار على جبهة ريف اللاذقية بشكل كامل، وقد ساهم في عملية فتح الطريق الدولي وإزاحة الحواجز والمساتر من جهته، مطبقا بذلك كافة الإلتزامات المتعلقة به.
وأشار المصدر إلى أن: العقدة الرئيسية تبقى في عهدة القدرة التركية على إجبار الجماعات المسلحة المنتشرة في تلك المنطقة بالتقيد والحفاظ على وقف إطلاق النار تمهيدا لفتح الطريق الذي يخترق مناطق سيطرتها امتداد من مدينة "أريحا" مرورا بـ "محمبل" و"جسر الشغور" بريف إدلب الجنوبي والجنوب الغربي، وصولا إلى مدن وبلدات ريف اللاذقية.
وأضاف المصدر: الجيش السوري يمارس مهامة بشكل معتاد وهو يترقب موعد الخامس عشرة من الشهر الجاري لفتح الطريق وقد كثف المراقبة ونشر وحدات رصد إضافية كونه يعمل في منطقة تعج بالمقاتلين التركستانيين الصينيين والألبان وبعض القوميات الأخرى الموالية لتركيا، ممن كرروا خلال السنوات السابقة نقض كل الاتفاقات الشبيهة، بل على العكس لطالما استغلوا كل وقف لإطلاق النار، لشن هجمات على نقاط الجيش السوري.
وتنتشر فصائل مسلحة من جنسيات عدة في مقدمها الصينية والألبانية وتنظيمات أخرى "تركمانية"، على مقاطع الطريق الدولي (M4) بدءا من منطقة "أريحا" جنوب إدلب وحتى محيط بلدة "بداما" في ريف اللاذقية الشمالي.
إلا أن تشاركها جميعا بالولاء لتركيا يرجح أن تكون مهمة الجيش التركي بإبعادها عن الطريق الدولي بحدود 6 كم شمالا وجنوبا، أمر سهل للغاية.
ويشكل طريق (اللاذقية- حلب) جسراً برياً هاما يسهل حركة المسافرين، كما يعد شريانا تجاريا حيويا لنقل البضائع والمنتجات المتنوعة من وإلى الموانئ السورية، ليبقى العائق الوحيد أمام تحقيق هذه النقلة النوعية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية السورية، مرتبط بمدى قدرة الجانب تركيا على تأمين امتداد (M4) في ريف إدلب الجنوبي واللاذقية الشمالي.