فالاتفاق السياسي الذي فرضه الرئيس فلاديمير بوتين أثناء استقباله الرئيس التركي في موسكو قبل نحو أسبوعين، لم ينجز بند فتح طريق حلب- اللاذقية (M4) إلا من طرف الدولة السورية، فيما يستدعي تعنت التنظيمات المسلحة متعددة الجنسيات المنتشرة على جانبيه سيناريو شبيها بما جرى عليه الحال في رحلة فتح طريق حلب- دمشق (M5)، وخاصة بعدما أعلنت الفصائل المتشددة المصنفة ضمن لوائح الإرهاب، رفض التفاوض الذي وصفته بـ"المخزي"، وأبدت استعدادها لخوض جولة جديدة من "الجهاد" منعا لافتتاح المقطع الاستراتيجي الممتد من سراقب شرقا، مررواً بمدن وبلدات "النيرب" و"أريحا" و"محمبل" فـ"جسر الشغور"، وصولا إلى مناطق سيطرة الجيش السوري بريف اللاذقية الشمال الغربي.
إبعاد الحلول العسكرية مؤقتا
قائد عسكري في ريف اللاذقية أكد في تصريح خاص لمراسل "سبوتنيك" أن الجيش السوري أبعد الحلول العسكرية في الوقت الراهن، وأوقف إجراءاته الهجومية بريف إدلب، بعدما اقتربت قواته المتقدمة من محور سهل الغاب نحو الحدود الجنوبية لمدينة "أريحا"، كما سجلت تلك المتقدمة من "جبل الزاوية" تقدما كبيرا على الاتجاه الجنوبي لمدينة "جسر الشغور".
الرد الصارم
وحول البدائل المحتملة لفتح اوتستراد (M4) في ظل التعنت الشديد لتنظيم "جبهة النصرة" وحلفائه، وخاصة بعد قيامه بتفجير الجسور على هذا الطريق، والإستمرار في إطلاق الصواريخ نحو قرى وبلدات منطقة سهل الغاب، أكد المصدر أن الحلول العسكرية حاضرة وأن هناك قراراً صارماً من القيادة بالرد على أي خرق مسلح بري أو صاروخي وخاصة في مناطق خطوط التماس عند "جسر الشغور" المتاخمة لريف اللاذقية.
وكشف المصدر العسكري عن أن الجيش العربي السوري وضع مخططاته لسيناريوهات عسكرية في حال فشل المسار السياسي، مشيرا إلى أن فشل تركيا ضمن المهل الزمنية المحددة، وفي حال استمر ذلك ولم يتم التسليم السلمي للطريق ومحيطه على مسافة 6 كم، وتسيير الدوريات المشتركة وإبعاد المسلحين نحو الحدود السورية التركية، فإن ثلاثة محاور ستعاود نشاطها الميداني.
تقسيم الطريق
وأشار إلى المخططات المعدة لأسوأ الاحتمالات، تعتمد على تقسيم طريق (M4) إلى قطاعات 3 ساخنة:
الأول عند الحدود الإدارية المشتركة بين حلب وإدلب عبر القوات المرابطة في مدينة "سراقب".
والثاني من "جبل الزاوية" باتجاه مدينة إريحا جنوب إدلب، أريحا.
أما الثالث فمن ريف اللاذقية نزولاُ نحو منطقتي "بداما" و"جسر الشغور" كما تبقى بعض محاور سهل الغاب مرتبطة بمسير العملية.
خروقات أمنية
وأوضح المصدر أن هذه الهجمات لاقت رداً فورياً على مصدر الإطلاق، كون المنطقة تخضع لسيطرة خالصة للتنظيمات الإرهابية المصنفة, وانسجاماً مع الآوامر الصارمة بالرد الفوري والحاسم على أي خروقات رغم قرار وقف إطلاق النار في المنطقة.
وتنتشر وحدات الجيش السوري في الوقت الراهن على التلال المطلة على طريق اللاذقية – حلب، وذلك بعدما أزالت حواجزها عن الطريق قبل أيام، وساعدت في تأمين الحماية للورشات التي تعمل على إعادة تأهيل محاوره وجسوره خوفاً من استهدافها من بعض المناطق القريبة التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية.
وكانت ما تسمى "غرفة وحرض المؤمنين" التي تضم طيفا واسعا من التنظيمات القاعدية، قد أعلنت رفضها لمخرجات ملحق اتفاق "سوتشي" الذي تم إبرامه في موسكو مؤخرا، مؤكدة أن "ضريبة الدم" هي الحل لمواجهة ما وصفته بـ "الذل التركي"، الأمر الذي يثير التساؤلات عن الجدية التركية خلال المرحلة القادمة وهي التي تعد مرجعا قوميا للغالبية الساحقة من التنظيمات المنتشرة على امتداد (M4).